«نيويورك تايمز»: رجال الإنقاذ في غزة يواجهون مصاعب إنسانية بين الأنقاض والألم
«نيويورك تايمز»: رجال الإنقاذ في غزة يواجهون مصاعب إنسانية بين الأنقاض والألم
يواصل رجال الإنقاذ في غزة العمل في ظروف قاسية لإنقاذ المدنيين المحاصرين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يعمل هؤلاء الأبطال وسط استهداف مباشر وضعف الإمكانيات، ما يجعل محاولاتهم لإنقاذ الأرواح أقرب إلى معارك يومية مع الموت، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفقا لما أوردته الصحيفة، اليوم الأحد، عبّر نوح الشغنوبي، أحد رجال الإنقاذ، عن إحباطه قائلاً: “لقد سئمت روحي هذه الحرب، نسمع أصوات الناجين تحت الأنقاض، لكننا أحيانًا نعجز عن إنقاذهم بسبب نقص المعدات، وهو ما يدفعنا لتركهم لمصيرهم”.
ووفقًا للتقرير، قصف الجيش الإسرائيلي غزة بنحو 60 ألف قنبلة وذخيرة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، في واحدة من أشد حملات القصف كثافة في العصر الحديث، وهذا العدوان المستمر أدى إلى تدمير واسع النطاق، مما وضع رجال الإنقاذ والمسعفين في مواجهة مباشرة مع مشاهد الفقد والألم، حيث لقي 118 منهم مصرعهم أثناء أداء واجبهم الإنساني.
نقص معدات وظروف خطرة
أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رجال الإنقاذ في غزة يفتقرون إلى المعدات الأساسية والوقود والمركبات، ما يجبرهم على استخدام أدوات بدائية لإخراج الناجين من تحت الأنقاض.
وأضاف هشام مهنا، المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة، أن المستجيبين الأوائل يعانون من “مستويات لا توصف من التوتر والإحباط بسبب العجز عن إنقاذ الضحايا والآلام الناتجة عن فقدان زملائهم في العمل”.
ولم تقتصر معاناة رجال الإنقاذ على الجوانب البدنية، بل شملت أيضاً الآثار النفسية والعاطفية التي خلّفتها الحرب، وسط هذا الواقع القاسي، يستمر هؤلاء في أداء واجبهم بشجاعة في محاولة لتخفيف المآسي الإنسانية المتفاقمة في غزة.
الحرب على غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.800 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.