الأمم المتحدة: السودان يعيش أسوأ مستويات الأمن الغذائي في تاريخه

الأمم المتحدة: السودان يعيش أسوأ مستويات الأمن الغذائي في تاريخه
توزيع مساعدات غذائية في السودان- أرشيف

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مشيرين إلى أن البلاد تعيش أسوأ مستويات الأمن الغذائي في تاريخها.

ووصفت مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا، إيديم وورسورنو، في بيان يوم الاثنين، الوضع بأنه "أزمة من صنع الإنسان"، حيث تتزايد المجاعة بسبب استمرار الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين وتدمير البنية التحتية. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أن النساء والفتيات والأطفال يتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة، التي فرضت واقعا مريرا بسبب قرارات يومية تتجاهل التكلفة البشرية للحرب.

جاء ذلك بعدما تأكدت ظروف المجاعة في خمس مناطق سودانية، من بينها مخيمات النازحين في دارفور وجبال النوبة الغربية، مع خطر تمدد المجاعة إلى 17 منطقة أخرى بحلول مايو المقبل.

أرقام صادمة

وفقاً لتحليل منظمة الفاو، فإن نحو 25 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 15.9 مليون عند مستوى الأزمة، و8.1 مليون عند مستوى الطوارئ، وأكثر من 637 ألف في المستوى الكارثي، كما أن خسائر الإنتاج الزراعي خلال العام الأول من النزاع تكفي لإطعام 18 مليون شخص لمدة عام، ما تسبب بخسائر اقتصادية تتراوح بين 1.3 و1.7 مليار دولار.

وشددت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو، بيث بيكدول، على ضرورة إعطاء الأولوية للدعم الزراعي الطارئ، مؤكدة أن تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي هو الحل المستدام لتلبية الاحتياجات الفورية وبناء القدرة على الصمود، وقالت: "لا أحد يريد الاعتماد على المساعدات الغذائية، إنهم يريدون استعادة كرامتهم وإعالة أسرهم".

وأكدت بيكدول أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل جماعي وعلى نطاق واسع لتجنب كارثة إنسانية ذات أبعاد لا رجعة فيها.

دعم إنساني فوري

دعت الأمم المتحدة مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتنازعة لضمان فتح الممرات الإنسانية وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، وطالبت الأوتشا بتخصيص 4.2 مليار دولار لعام 2025 لدعم 21 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى 1.8 مليار دولار لدعم اللاجئين في الدول المجاورة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن عدم التحرك الآن سيعمّق الأزمة، يهدد استقرار دول المنطقة، ويزيد من معاناة الأجيال القادمة.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية