«الأرصاد السعودية» تطلق تحذيراً باللون الأحمر في مكة المكرمة
يشير إلى ظروف جوية شديدة الخطورة تهدد الحياة والممتلكات
تتعرض المملكة العربية السعودية لسيول جارفة وضباب كثيف وزخات برد، بالإضافة إلى ظاهرة "الشاهقة المائية" التي ظهرت لأول مرة على الشواطئ الغربية للمملكة، بعد أن كانت مقتصرة على عرض البحر في السنوات الماضية.
تحذيرات متعددة
وأطلق المركز الوطني للأرصاد تحذيرات بألوان مختلفة تعكس تفاوت مستوى الخطورة، شملت تحذيرًا أحمر في منطقتي مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، ما يشير إلى ظروف جوية شديدة الخطورة تهدد الحياة والممتلكات، وتتضمن هذه الحالة سيولًا محتملة، وصواعق رعدية، وضبابًا كثيفًا، ورياحًا عاتية، وفق وكالة الأنباء السعودية.
في مكة المكرمة، سجلت مناطق مثل منى وأجياد والغزة كميات أمطار تراوحت بين 89 إلى 64.6 ملم، ما أدى إلى تشكل سيول جارفة، ورافقت الأمطار في بعض المناطق ظاهرة الشاهقة المائية، حيث لامست إحدى الشاهقات الشاطئ في رابغ لأول مرة، مما أثار قلق السكان والجهات المختصة.
تتوقع وكالة الأنباء السعودية استمرار هطول الأمطار الرعدية متوسطة إلى غزيرة على مكة المكرمة ومناطق أخرى، مع انخفاض درجات الحرارة واحتمالية تشكل الصقيع في الأجزاء الشمالية من المملكة، كما حذرت من ضباب كثيف قد يؤدي إلى تدني مستوى الرؤية.
ظاهرة الشاهقة المائية
أكد المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للأرصاد، حسين القحطاني، أن الشاهقة المائية التي شهدتها رابغ تُعد استثنائية، حيث اقتربت من اليابسة للمرة الأولى، وأعلن أن المركز سيقوم بدراسة هذه الظاهرة لتحديد أسبابها وتأثيرها.
تواصل الجهات المعنية مراقبة الأحوال الجوية وتقديم الدعم للسكان في المناطق المتضررة، ودعا المركز الوطني للأرصاد الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتعليمات السلامة لتجنب المخاطر الناتجة عن هذه الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها المملكة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.