سيلفانا خضر.. شابة أيزيدية تعود إلى عائلتها بعد سنوات من الأسر

أقامت لها أسرتها في العراق قبرًا رمزيًا

سيلفانا خضر.. شابة أيزيدية تعود إلى عائلتها بعد سنوات من الأسر
سيلفانا خضر وسط عائلتها

بعد 10 سنوات من الخطف والمآسي، عادت الشابة الأيزيدية سيلفانا خضر، البالغة من العمر 27 عامًا، إلى شقيقتها الكبرى ملوكا في منطقة شاريا بإقليم كردستان العراق، بعدما اختُطفت في سن 17 عاما على يد تنظيم داعش الإرهابي، الذي عاث فسادًا في جبل سنجار عام 2014، مستهدفًا الأيزيديين بجرائم إبادة جماعية وخطف النساء والأطفال.

ولم تكن تتوقع  عائلة سيلفانا خضر أن تعود يومًا ما، حتى إنها أقامت لها قبرًا رمزيًا في سنجار بشمال العراق، معتقدة أنها توفيت ولكن الشابة الأيزيدية عادت أخيرًا من سوريا، ليجمع القدر بينها وبين شقيقتها الكبرى ملوكا في منطقة شاريا بإقليم كردستان العراق بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

رحلة مليئة بالألم

تحكي سيلفانا أنها قضت السنوات الأخيرة في قبو منزل بمدينة إدلب السورية، حيث عانت من الخوف والجوع والقصف المستمر، ورغم الظروف القاسية، تمكنت أخيرًا من الفرار والانتقال إلى كردستان العراق بمساعدة مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين، الذي قام بترتيب عودتها.

واستغرقت رحلتها 5 أيام من التنقل عبر المناطق المتنازعة في سوريا وصولًا إلى الحدود مع العراق، حيث كانت عائلتها بانتظارها.

قصة سيلفانا ليست استثناءً؛ فهي تلخص معاناة المجتمع الأيزيدي الذي كان ضحية لجرائم الإبادة الجماعية على يد داعش ففي أغسطس 2014، هاجم التنظيم جبل سنجار، موطن الأيزيديين التاريخي، مرتكبًا مجازر بحق الرجال وخاطفًا النساء والأطفال، حيث تم بيع النساء واستغلالهن، وتجنيد الأطفال قسرًا.

أرقام مفجعة

ووفق حسين القائدي، مدير مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين، خطف التنظيم 6417 أيزيديًا، وتم إنقاذ أكثر من 3500 منهم حتى الآن، لكن أكثر من 2600 ما زالوا في عداد المفقودين، بينهم أفراد من عائلة سيلفانا.

ولا يزال المجتمع الأيزيدي يعاني من تداعيات تلك الكارثة، حيث لا يستطيع الآلاف العودة إلى ديارهم المدمرة في سنجار، في حين تكتشف المزيد من المقابر الجماعية التي خلفها التنظيم.

فرحة ممزوجة بالحزن

تصف سيلفانا مشاعرها قائلة: "أنا فرحة لأنني عدت، لكن حزينة في الوقت نفسه لأن والدي شهيد وإخوتي شهداء، وأمي وأخي مفقودان".

وبالرغم من عودتها، فإن الألم الذي تحمله يبقى عميقًا، خاصة بعد أن فُقدت أختها ملوكا أيضًا على يد التنظيم قبل أن تتمكن من الفرار عام 2018.

وتتحدث سيلفانا عن ظروف احتجازها ومعاناتها في إدلب، حيث قضت سنواتها الأخيرة في عزلة داخل قبو، خائفة من القصف ومجهولة المصير، أما ملوكا فتتذكر اللحظة التي علمت فيها أن شقيقتها ما زالت على قيد الحياة، واصفة إياها بأنها "فرحة كبيرة رغم كل شيء".

رغم كل الصعوبات، تمثل عودة سيلفانا خطوة نحو طي صفحة الألم وإعادة بناء الحياة، لكنها تسلط الضوء على محنة آلاف الأيزيديين الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا، وعلى الجراح المفتوحة التي تركها التنظيم في قلوب الناجين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية