«الإيكونوميست»: خسائر حرائق لوس أنجلوس تكشف عن فشل نظام التأمين بكاليفورنيا
«الإيكونوميست»: خسائر حرائق لوس أنجلوس تكشف عن فشل نظام التأمين بكاليفورنيا
يعيش سكان كاليفورنيا فصولًا مأساوية من الحرائق التي تلتهم أجزاء واسعة من الولاية، ما أدى إلى خسائر اقتصادية ضخمة ويكشف عن خلل كبير في نظام التأمين، بالإضافة إلى سلسلة من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية.
في تقرير نشرته مجلة “الإيكونوميست”، الجمعة، تم تسليط الضوء على تكلفة هذه الحرائق، التي قد تتجاوز 50 مليار دولار، كما تم التركيز على العيوب الهيكلية في سوق التأمين بكاليفورنيا، الذي لا يقدر على مواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية الكبرى.
وأشار التقرير إلى أن الحرائق التي تجتاح جنوب كاليفورنيا قد تكون صادمة، لكنها ليست مفاجئة، وأن أي شخص عاش في تلال هوليوود كان على دراية بالخطر، وكان تجديد التأمين السنوي يقدم تذكيرًا بذلك بتكلفة كبيرة، كانت هذه اللحظات تخفف من المزاج في مدينة الملائكة إلى أن وصلت الكارثة الموعودة.
وفيات وتهجير للسكان
في صباح 10 يناير، كان رجال الإطفاء لا يزالون يكافحون النيران، التي تسببت حتى الآن في تهجير 180 ألف شخص وأدت إلى أكثر من 11 حالة وفاة، في الوقت الذي كانت فيه الرياح العاتية تهدد بنقل الجمرات لمسافات أبعد، وحتى في مرحلة قد تكون لا تزال مبكرة نسبيًا.
ومن المحتمل أن تكون هذه الحرائق من بين الأكثر تكلفة على الإطلاق، المنازل في منطقة باسيفيك باليساديس، وهي حي لا يزال مشتعلاً، تُباع بحوالي 4 ملايين دولار، وقد فقد العديد من الممثلين في هوليوود منازلهم بالفعل.
وإلى الشمال، تهدد حرائق إيتون الضواحي الأقل ثراءً، يتوقع "جي بي مورغان دتشيس"، أحد البنوك، أن الأضرار الاقتصادية قد تتجاوز 50 مليار دولار، منها 20 مليار دولار ستكون مغطاة بالتأمين.
إخفاقات في سوق التأمين
ستكشف الحرائق عن فشل سوق التأمين في كاليفورنيا الذي يعاني، حيث تراجعت الشركات عن تقديم التأمين على المنازل في الولاية، في عام 2022، توقفت شركة "أولستيت"، التي كانت رابع أكبر شركة تأمين على المنازل في كاليفورنيا في ذلك الوقت.
وفي مارس، ألغت شركة "ستيت فارم"، وهي شركة تأمين أخرى، 30 ألف بوليصة تأمين على المنازل، بما في ذلك 1600 في باسيفيك باليساديس، وأشارت الشركة إلى زيادة المخاطر الناتجة عن الحرائق البرية كسبب للخروج من السوق.
هروب شركات التأمين
يرى تقرير "الإيكونوميست" أن التأمين المكلف أمر، لكن هروب شركات التأمين شيء آخر تمامًا، ولا يمكن تفسير قرارها بالخروج إلا من خلال تدابير تمنع السوق من العمل بشكل صحيح.
وحتى وقت قريب، كانت تُمنع الشركات في كاليفورنيا من استخدام تقديرات قائمة على النماذج لمخاطر الكوارث، وذلك بسبب إجراء تم تمريره في عام 1988 كان يهدف إلى خفض الأقساط.
وعلى الرغم من أن تغير المناخ يزيد من احتمالية حدوث الحرائق البرية، فإن شركات التأمين كانت غير قادرة على عكس هذا في فواتيرها، وقد رفض العديد منها تحمل المخاطر.
الاعتماد على خطة “فير”
أصبح الكثير من سكان كاليفورنيا يعتمدون على خطة "فير"، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل كـ"شركة تأمين" أخيرة، وتفرض الرسوم وفقًا لذلك.
وباتت الخطة مهددة بـ3 مليارات دولار من المطالبات المحتملة في باسيفيك باليساديس، وهو رقم زاد بنسبة 85% من 2023 إلى 2024 مع تراجع شركات التأمين الخاصة عن السوق.
وسينتهي الأمر ببعض المليارديرات إلى دفع الأموال من جيوبهم، حيث إن الخطة تغطي فقط ما يصل إلى 3 ملايين دولار من الخسائر، والعديد من الآخرين سيكونون غير مؤمنين.
وحتى سكان كاليفورنيا الذين تجنبوا أسوأ الحرائق قد يخسرون، إذا كانت خطة "فير" غير قادرة على تغطية تكلفة المطالبات من احتياطياتها الخاصة، فمن المحتمل جدًا أن تستردها من شركات التأمين الخاصة التي لا تزال تعمل في الولاية.
ومن قبيل الصدفة، في 2 يناير دخلت الإصلاحات التي تسمح لشركات التأمين باستخدام تقديرات نموذجية للمخاطر حيز التنفيذ، ولن يأتي موسم الحرائق التالي كمفاجأة، على الأقل، مع التسعير الأفضل للمخاطر، قد تكون لوس أنجلوس أكثر استعدادًا.