من التشرد إلى حياة الأثرياء.. قصة أندرس فيرنشتيد في أحياء لندن الراقية

من التشرد إلى حياة الأثرياء.. قصة أندرس فيرنشتيد في أحياء لندن الراقية
أندرس فيرنشتيد

في قلب العاصمة البريطانية لندن، حيث يتجسد الثراء في حي كينزينغتون الفاخر، تمكن أندرس فيرنشتيد، الرجل الذي عاش مشردًا، من تحقيق نقلة نوعية جعلته يعيش كالأثرياء، ليس في قصر فاخر، بل على عتبته.

أندرس فيرنشتيد، السويدي الأصل البالغ من العمر 56 عامًا، عاش حياة طبيعية ككاتب وبستاني في بريطانيا، حتى فقد وظيفته ومنزله العائم، وبعد سنوات من التنقل بين مآوي الحكومة التي وصفها بأنها "سجون"، وجد ملجأه الجديد على عتبة قصر فارغ في كينزينغتون، أغلى أحياء لندن، والذي يبلغ ثمنه 210 ملايين جنيه إسترليني، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.

حياة جديدة بمحيط فاخر

رغم صعوبات البداية، استطاع فيرنشتيد أن يندمج مع أجواء الحي بفضل مظهره الأنيق وشخصيته الجذابة. من ملابس مصممة تحمل توقيعات "أرماني" و"هوغو بوس"، إلى قفازات الكشمير، يعيش حياة تضاهي سكان الحي الأثرياء.

يصف أندرس تجربته قائلًا: "الناس هنا كرماء للغاية، أعيش بأمان وأحترم الجميع، أحاول أن أكون جزءًا من المجتمع، وأعتقد أنني نجحت في ذلك".

جيران فيرنشتيد وصفوه بأنه "غريب الأطوار ولكنه ساحر"، إحدى الأمهات في الحي قالت: "إنه يجلب الحياة إلى مكان خالٍ من الروح. إنه دائمًا يتحدث مع الأطفال ويبهجهم".

حتى إن بعض أصحاب المطاعم القريبة يقدمون له الطعام، في حين يتلقى الملابس والهدايا من سكان الحي الذين أصبحوا مفتونين بسحره وأناقته.

حياة بمعايير فريدة

على عتبة القصر المكون من 45 غرفة و116 نافذة، صنع فيرنشتيد سريرًا أنيقًا مزودًا بمرتبة من الريش المجري، محاطًا بالكتب والزهور والهدايا التي جمعها، كما يعتمد على الجمعيات الخيرية لتأمين وجباته اليومية، لكنه يحصل أيضًا على وجبات فاخرة من مطاعم المنطقة.

قصة أندرس فيرنشتيد هي شهادة على قدرة الإنسان على التكيف مع الظروف الصعبة وتحويلها إلى تجربة فريدة، من التشرد إلى حياة تشبه الأثرياء، أصبح فيرنشتيد مثالًا على كيف يمكن للشخصية والمثابرة أن تجذب الدعم والاحترام حتى في أرقى الأحياء.

يذكر أن بريطانيا سجلت زيادة كبيرة في عدد المشردين بنسبة 26% خلال السنوات الخمس الماضية، في ظاهرة باتت تجسد تحديًا كبيرًا، حيث تبرز مدينة مانشستر كحالة دراسية تسلط الضوء على صعوبة مواجهة هذه الأزمة، وفقًا لبيانات منظمة "شيلتر" الخيرية.

وتفاقمت المشكلة بسبب الأوضاع غير المستقرة في سوق الإسكان وزيادة الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكلفة المعيشة، حيث ارتفع عدد العائلات التي تعيش في مساكن مؤقتة إلى 123 ألف عائلة، بزيادة 43% خلال 5 سنوات، وتعكس هذه الزيادة بشكل رئيسي فقدان العديد من الأسر منازلهم المستأجرة بعد انتهاء عقود الإيجار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية