«الغارديان»: سوريون بألمانيا يطالبون بعودة مؤقتة لبلادهم دون خسارة وضع اللجوء
«الغارديان»: سوريون بألمانيا يطالبون بعودة مؤقتة لبلادهم دون خسارة وضع اللجوء
طالب سوريون في ألمانيا الحكومة بالسماح لهم بإجراء زيارات قصيرة إلى وطنهم دون المخاطرة بفقدان وضع اللجوء الذي يمنحهم حق الإقامة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس، أن ذلك يأتي بعد تقدم المعارضة السورية للإطاحة بالنظام السوري، مما دفع نحو 12 دولة أوروبية، بما في ذلك النمسا، إلى تعليق معالجة طلبات اللجوء السورية، بل واقتراح برامج لإعادة اللاجئين.
وأشار أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في برلين، إلى أن السوريين يخشون أن تؤدي عودتهم المؤقتة إلى فقدان وضعهم كلاجئين، وقال: "الناس يريدون زيارة وطنهم، لمعرفة إذا ما كانت منازلهم أو أعمالهم لا تزال قائمة".
ودعا ممثلون عن الجالية السورية في ألمانيا إلى إنشاء استثناء يسمح بزيارات مؤقتة مشابهة لما تم تقديمه للاجئين الأوكرانيين، دون التأثير على وضع الحماية.
وأكدت كاثرين وولارد، مديرة المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين، أن هذا الطلب يتكرر في أنحاء أوروبا، محذرة من إلغاء وضع الحماية قبل التأكد من أن سوريا أصبحت آمنة.
تأثير اقتصادي وإنساني
على الرغم من المخاوف الأمنية والسياسية، تشير دراسات ألمانية إلى أن المهاجرين السوريين يلعبون دورًا حيويًا في سوق العمل الألماني، ويعمل نحو 80 ألف سوري في قطاعات تعاني من نقص العمالة، مثل قطاع الرعاية الصحية وصناعة السيارات، حيث يعمل أكثر من 5 آلاف طبيب سوري في البلاد.
وحذرت الدراسة من أن العودة الجماعية للسوريين قد تؤدي إلى نقص حاد في الخدمات الطبية والصناعية، مما يعمق النقاش حول كيفية تحقيق التوازن بين الجوانب الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
جدل سياسي
أصبحت قضية اللاجئين محورًا للجدل السياسي، مع اقتراب الانتخابات الألمانية في فبراير المقبل، حيث انقسمت الآراء بين الدعوة لتسهيل عودة اللاجئين الطوعية والمعارضة التي تصر على الالتزام بالقوانين الحالية.
وفي حين أبدت وزيرة الداخلية الألمانية استعدادها لمناقشة إمكانية السماح بزيارة واحدة، وصف سياسيون معارضون هذا الموقف بأنه "غير مسؤول".
في ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل السوريين في ألمانيا والذي يقدر عددهم بنحو مليون لاجئ بين التطلعات الإنسانية والحسابات السياسية، في انتظار قرارات قد تعيد صياغة مستقبلهم على المستويين الشخصي والجماعي.