منافسة بين بايدن وترامب للفوز بالأفضلية في وقف إطلاق النار بغزة

منافسة بين بايدن وترامب للفوز بالأفضلية في وقف إطلاق النار بغزة
آثار العدوان على قطاع غزة- أرشيف

مثّل اتفاق الهدنة في قطاع غزة انتصاراً سياسياً مثيراً للجدل للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، قبل أيام من تسليم السلطة إلى خصمه الجمهوري دونالد ترامب، الذي سارع إلى نسب هذا الإنجاز لنفسه، وفقاً لتحليلات المراقبين.

وأعلن بايدن، اليوم الخميس،  أنه عمل "كفريق" مع ترامب لتحقيق هذا الاتفاق، الذي أشاد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شاكراً كلا الرئيسين لمساهمتهما في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وفق وكالة “فرانس برس”. 

جهود دبلوماسية طويلة

يعتمد الاتفاق، المتوقع دخوله حيز التنفيذ يوم الأحد عشية تنصيب ترامب، على مبادئ قدمها بايدن في مايو الماضي، والتي تطلبت 8 أشهر من المفاوضات المكثفة. 

وذكّر الإعلان عن الاتفاق بأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران عام 1981، عندما أُطلق سراحهم بعد دقائق من تنصيب الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، مما أضفى بُعداً تاريخياً على الاتفاق الحالي.

تعاون بين بايدن وترامب

تميزت هذه المفاوضات بتعاون نادر بين إدارة بايدن وفريق ترامب، وشهدت لقاءات جمعت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووفداً من حماس ومبعوث الشرق الأوسط المنتهية ولايته بريت ماكغورك وخليفته ستيف ويتكوف. 

وحتى في يوم السبت اليهودي، قطع ويتكوف عطلة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لتسريع المفاوضات.

وسارع ترامب بدوره، إلى التفاخر بالإنجاز، معلناً أن الاتفاق "ما كان ليتحقق لولا فوزنا التاريخي في نوفمبر"، بينما ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير بأن "الرئيس بايدن فعل ما يجب القيام به"، فيما أشار مسؤولون أمريكيون إلى استمرارية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.

انتقادات داخلية ودولية

رغم الاتفاق، تعرض بايدن لانتقادات واسعة، خاصة من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي اتهمه بعدم استخدام النفوذ الأمريكي مبكراً لإنهاء الصراع، مما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا. 

واعتبرت سارة ليا ويتسن، مديرة منظمة حقوقية، أن إدارة بايدن كانت "خائفة من التكلفة السياسية للضغط على إسرائيل".

وعلى الجانب الآخر، رأى محللون أن نهج ترامب في التعامل مع الأطراف الإقليمية كان حاسماً. 

ووفقاً لديفيد خلفا من مؤسسة "جان جوريس" في باريس، فإن تهديدات ترامب المبطنة ساهمت في دفع حماس وإسرائيل نحو الاتفاق. وأشار محللون آخرون إلى أن الغموض حول سياسة ترامب المستقبلية ربما لعب دوراً أكبر في حسم المفاوضات.

ومع دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، الأحد المقبل، يبقى الإنجاز محل جدل بين بايدن وترامب، حيث تعكس هذه التطورات المشهد السياسي الأمريكي المعقد وتأثيره على الأزمات الدولية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية