اقتحامات الأقصى.. هل تقرع طبول انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

اقتحامات الأقصى.. هل تقرع طبول انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

-المتحدث باسم حركة "حماس": الفصائل لن تسمح لإسرائيل بتنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى

 

-خبير سياسي فلسطيني: المعركة ممتدة والمقاومة فرضت على الاحتلال إلغاء مسيرة الأعلام واقتحام واسع للمسجد

 

-نائب سابق في الكنيست: إسرائيل تخلي باحات الأقصى من المصلين في ممارسات لم تحدث منذ العهد الصليبي

 

وكأنها تُعجل بانتفاضة فلسطينية ثالثة، فجرت الاعتداءات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى والقدس، جميع احتمالات وسيناريوهات التصعيد والصدام.

وشهد المسجد الأقصى ومدينة القدس، خلال شهر رمضان المبارك، توترا بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين جراء اقتحامات يومية للمسجد كان ينفذها مستوطنون إسرائيليون.

وكانت الشرطة الإسرائيلية أوقفت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى لفترة العشرة الأيام الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر.

والخميس، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى وقوع اشتباكات دامية جراء استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وكانت جماعات استيطانية إسرائيلية، دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى تأسيس إسرائيل عام 1948، الموافق 5 مايو، والذي يسميه اليهود بـ"يوم الاستقلال".

أفعال استفزازية

وردا على الممارسات الاستفزازية، أعلنت السلطة الفلسطينية والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، النفير العام وشد الرحال للقدس دفاعا عن الأقصى، مُحملة حكومة نفتالي بينيت مسؤولية التصعيد.

وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، في بيان مشترك، من اقتحام الأقصى معتبرة ذلك بمثابة "حرب دينية" تشعل النار بالمنطقة، قائلة: "لن نتراجع عن الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا مهما بلغت التضحيات، فهذا العدوان الإجرامي يستوجب على الجميع التأهب لمعركة مفتوحة تزلزل أركان الكيان". 

وأثارت تلك الأحداث مخاوف إقليمية ودولية، من اندلاع نزاع مسلح ومماثل للحرب التي استمرت 11 يوما في قطاع غزة مايو 2021، والتي راح ضحيتها 248 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و5 من ذوي الاحتياجات الخاصة.  

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى “تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي والعربي والإسلامي، وتجاهلاً للدعوات والجهود الرامية إلى تمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد”.

وأوضحت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحمل شخصياً المسؤولية الكاملة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها على ساحة الصراع، وعلى أي جهود مبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي".

وفي أكثر من مناسبة، دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في مدينة القدس، داعية إلى عدم القيام بأي أفعال استفزازية.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي الخميس، عن قلقه العميق حيال استمرار التوترات في القدس، قائلا: "لا مبرر لأي عنف ولا عذر لأية استفزازات في الحرم الشريف".

مخططات خبيثة

بدوره، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبداللطيف القانوع، إن الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد ميدانيا في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا.

وأوضح القانوع لـ"جسور بوست" أن الفصائل الفلسطينية لم ولن تسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته الخبيثة بتقسيم المسجد المبارك، كما تراقب عن كثب الميدان في القدس، وتشكل درع حماية وإسنادا للمرابطين في الأقصى.

وأضاف: "صمود المقدسيين والمرابطين في الأقصى وحركات المقاومة حال دون وصول أعداد كبيرة من المستوطنين إلى المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي عليه كما أعلنوا من قبل".

ومن جانبه قال الخبير السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، لـ"جسور بوست" إن المقاومة فرضت بقوة الردع على الاحتلال إلغاء مسيرة الأعلام واقتحام واسع للمسجد الأقصى وقبة الصخرة، إذ تراجع أمام تهديدات المقاومة وصمود المرابطين في القدس.

وأوضح المدهون: "الاحتلال غير قادر على التصعيد، ليس فقط لأن المقاومة مستعدة للمعركة، والمرابطين صامدون، لكن لأن القدس باتت قضية عالمية بعد كشف مخططات إسرائيل بتقسيم الأقصى".

وأضاف: "هناك معركة ممتدة وطويلة الأمد على المسجد الأقصى، والشعب الفلسطيني يعرف أن هدف الاحتلال هو تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، الأولى بمعنى أن يكون فيه مكانان أحدهما لليهود والآخر للمسلمين وهو أمر مرفوض تماما، والثانية بمعنى أن يكون فيه وقت للمسلمين ووقت لليهود، وهو أمر مرفوض أيضا".

كما أشار إلى أن مخططات إسرائيل لا تتوقف عند هذا الحد، بل تصل إلى الرغبة في تحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي، ولذلك أطلقت الفصائل الفلسطينية النفير العام للحشد الشعبي في الضفة والقدس والأقصى.

واستبعد المدهون وقوع مواجهات عسكرية على المدى القريب، مشيرا إلى وجود استعدادات إسرائيلية لارتكاب المزيد من المجازر في قطاع غزة، ولكن إذ حدث ذلك فستكون للمقاومة المسلحة ردود حاسمة.

ومضى قائلا: "وجود المقاومة المسلحة يمثل قوة ردع لإسرائيل ويحد من عدوانها وجرائمها، لا سيما وأن العمل العسكري ليس سهلا على الجانبين، كما أن له ردود فعل عنيفة على كل المستويات".

قنابل ورصاص مطاطي

بدوره، قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، جمال زحالقة، إن القوات الإسرائيلية تدخل إلى المساجد وتلقي بداخلها قنابل غاز مسيل للدموع ورصاص مطاطي.

وأوضح زحالقة، النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، لـ"جسور بوست" أن السلطات الإسرائيلية تقوم بإخلاء المصلين من النساء والرجال من باحات المسجد الأقصى، وهذا لم يحدث عبر مئات السنين منذ العهد الصليبي.

وأضاف: "هناك معركة مفتوحة في المسجد الأقصى ومرشحة للتصعيد، ونحن نطالب بالحفاظ على الوضع القائم للأماكن المقدسة قبل التغييرات التي أدخلتها اسرائيل في عام 1967".

ويعود ما يُعرف بـ"الوضع القائم لترتيب الأماكن المقدسة"، في مدينة القدس الشرقية المحتلة، إلى العهد العثماني، إذ أقر السلطان العثماني عبدالمجيد الأول عام 1852 ميلادية، ما بات يُعرف منذ ذلك الحين بـ"الوضع القائم لترتيب الأماكن المقدسة"، وما يُعرف بالإنجليزية بـ"ستاتس كو".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية