رئيس سيشل: جزرنا المرجانية مهددة بالاختفاء بسبب تغير المناخ
رئيس سيشل: جزرنا المرجانية مهددة بالاختفاء بسبب تغير المناخ
أكد رئيس جمهورية سيشل، وافيل رامكالاوان، أن التغير المناخي يشكل تهديداً وجودياً لجزر بلاده وللعديد من الدول الجزرية الأخرى، محذراً من المخاطر الاقتصادية والبيئية الناجمة عن احتمال اختفاء هذه الجزر.
وأشار رامكالاوان في مقابلة مع فضائية "سكاي نيوز عربية" على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة نشرت، اليوم السبت، إلى التحديات التي تواجهها الجزر المرجانية في بلاده، موضحاً: "هناك تهديدات وجودية حقيقية.. جزرنا المرجانية مهددة، وقد تختفي ما لم نتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة آثار التغير المناخي".
وأضاف أن سكان الجزر يشعرون بشكل مباشر بآثار تغير المناخ، سواء من خلال ارتفاع مستوى سطح البحر، أو التغيرات في أنماط هطول الأمطار والرياح الموسمية، ما ينعكس سلباً على المجتمعات الساحلية ويجبرهم على إعادة صياغة استراتيجياتهم للتكيف مع هذه التغيرات.
تداعيات على السياحة
وأوضح رامكالاوان أن الدول الجزرية مثل سيشل تعتمد بشكل أساسي على قطاع السياحة، قائلاً: "عندما تختفي الشواطئ بسبب ارتفاع مستوى البحر والتآكل، نفقد المقومات التي تجذب السياح، هذا التهديد ليس فقط بيئياً ولكنه أيضاً اقتصادي يهدد مصدر رزقنا الرئيسي".
وأشار إلى أن سيشل، رغم تصنيفها كدولة ذات دخل مرتفع، لا تستطيع تنويع اقتصادها بسبب المساحات المحدودة من اليابسة وغياب إمكانية الإنتاج الصناعي الكبير. وأضاف أن بلاده تعرضت لضربة اقتصادية كبيرة خلال جائحة كورونا عندما انخفضت عائدات السياحة بنسبة 80%.
دعوة إلى التعاون العالمي
دعا رئيس سيشل المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للدول الجزرية الصغيرة التي تتحمل تبعات التغير المناخي، قائلاً: "رغم أن سيشل لا تقع ضمن الحزام الإعصاري أو البركاني، فإننا نتأثر بالأعاصير والتسونامي عبر المحيط، يجب على العالم أن ينظر بجدية إلى أوضاع الدول الجزرية ويساعدها بينما نساهم بدورنا في إنقاذ الكوكب من خلال اعتماد مصادر الطاقة المستدامة".
واختتم رامكالاوان حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أن معالجة آثار التغير المناخي ليست فقط مسؤولية هذه الدول الصغيرة، بل مسؤولية عالمية تتطلب تعاوناً فورياً لإنقاذ الجزر والكوكب بأسره.
التغير المناخي
تعكس هذه الكوارث المناخية التحذيرات المتزايدة من خطورة التغير المناخي، حيث شهد العالم مؤخراً مجموعة من الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات وارتفاع معدلات الجفاف، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة.
وتشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من شدة وتكرار الظواهر الجوية القاسية، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة. كما أكد خبراء البيئة أن حرائق الغابات، على سبيل المثال، تسهم في تقليص الغطاء النباتي المسؤول عن إنتاج الأكسجين، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذيرات من تفاقم الكوارث
وفي وقت سابق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر" بسبب الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، وشدد على أن "لا بلد محصن" من تأثيرات التغير المناخي.
وفي السياق، أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن التصدي لهذه التحديات يتطلب تعزيز التكيف مع الآثار المناخية وضمان المرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتشير بيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إلى أن عدد الكوارث الطبيعية تضاعف منذ عام 2000، فيما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة ثلاث مرات، مع تحذيرات من زيادة بنسبة 40% في الكوارث بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات صارمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.