حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة يصدم صناع المحتوى والشركات الصغيرة

حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة يصدم صناع المحتوى والشركات الصغيرة
تطبيق تيك توك

أصاب قرار المحكمة العليا الأمريكية بتأييد حظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة صدمة شديدة لصناع المحتوى وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلاد، الذين يعتمدون بشكل كبير على التطبيق الشهير لتحقيق دخلهم. 

ويهدد القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ غدا الأحد، بحرمان 170 مليون مستخدم أمريكي من التطبيق، مما سيؤدي إلى خسائر فادحة في العديد من الأنشطة التجارية التي تعتبر منصة "تيك توك" جزءًا أساسيًا من استراتيجياتها التسويقية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ووفقًا لتقرير وسائل الإعلام الأمريكية، فإن قرار إغلاق "تيك توك" يشكل تهديدًا كبيرًا لمجموعة واسعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك الشركات التي تبيع المنتجات مثل الحلوى والملابس ومستحضرات التجميل. 

ويحقق صناع المحتوى والشركات أرباحًا ضخمة من خلال التطبيق، سواء من الإعلانات أو الرعايات أو حتى من خلال مبيعات المنتجات عبر "تيك توك شوب".

وأشار تقرير من منصة إم إس إن الأمريكية إلى أن "تيك توك" كان مصدرًا لإيرادات بمليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية لشركات ناشئة ومنتجات استهلاكية، حيث استفاد العديد من المستخدمين من خلال دورهم كسفراء للعلامات التجارية.

انكماش بقطاع الشركات الصغيرة

من بين الأكثر تضررًا الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الأغذية والمشروبات، التي شهدت نموًا كبيرًا في الإيرادات بفضل التسويق عبر التطبيق. 

وبحسب تقديرات شركة "أوكسفورد إيكونوميكس"، فقد أضاف "تيك توك" 4.1 مليار دولار لقطاع الأغذية في عام 2023، ما يشير إلى الأهمية الاقتصادية للمنصة.

وقالت فاليري فيرزويفلت، مالكة شركة "ماما في" التي تبيع الحلوى عبر التطبيق، إن "تيك توك شوب" غيّر مسار عملها بشكل كبير. 

وأضافت فيرزويفلت، "حققنا في 2024، 6 ملايين دولار من المبيعات عبر "تيك توك"، لكننا الآن في مرحلة إعادة بناء الشركة بعد قرار الحظر".

تحويل الاستراتيجيات التسويقية

تستعد الشركات لتحويل استراتيجياتها التسويقية إلى منصات أخرى مثل "إنستجرام" و"يوتيوب" في حالة تنفيذ الحظر. 

وعلى سبيل المثال، قال سفين غرياني، الشريك المؤسس لشركة "سمبلي مانديز" للمنتجات الجمالية، إنه يخطط للانتقال إلى "إنستجرام" بعد قرار الحظر، رغم أن هذا قد يؤثر بشكل كبير على حجم مبيعات شركته التي تعتمد بنسبة 95% على "تيك توك".

ولا تقتصر الخسائر على الشركات فقط، بل ستشمل أيضًا العديد من المؤثرين على "تيك توك"، الذين يكسبون من خلال الحملة التسويقية للعلامات التجارية، ويُقدر أن بعض كبار المبدعين على المنصة قد يفقدون دخلهم بالكامل إذا توقف التطبيق.

أثر اقتصادي واسع

أكدت "أوكسفورد إيكونوميكس" أن النشاط التجاري عبر "تيك توك" قد أسهم في تحقيق 24.2 مليار دولار في 2023، كما ساعد في دعم 224,000 وظيفة في مختلف القطاعات. 

ومن المتوقع أن يسبب الحظر ضررًا كبيرًا للاقتصاد الأمريكي بشكل عام، حيث سيكون له تأثير غير مباشر على وظائف واستثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومع اقتراب تنفيذ الحظر في 19 يناير، يواجه صناع المحتوى وأصحاب الشركات الصغيرة تحديات ضخمة. 

وبينما يسعى البعض لتحويل استراتيجياتهم إلى منصات أخرى، يبقى أثر قرار الحظر على الاقتصاد الأمريكي، وخاصة على قطاع الأعمال الصغيرة، محور اهتمام واسع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية