القضاء الكوري الجنوبي يمدّد توقيف الرئيس المعزول وسط احتجاجات مناصريه
القضاء الكوري الجنوبي يمدّد توقيف الرئيس المعزول وسط احتجاجات مناصريه
مدّد القضاء الكوري الجنوبي اليوم الأحد، فترة توقيف الرئيس المعزول يون سوك يول، المتهم بمحاولة فرض الأحكام العرفية، وهو القرار الذي أثار غضب أنصاره الذين اقتحموا مقر المحكمة في العاصمة سيئول، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
اقتحام مقر المحكمة واعتقالات واسعة
واحتشد 44 ألف متظاهر من أنصار الرئيس المعزول خارج قاعة المحكمة في غرب سيئول، بحسب تقديرات الشرطة، ومع تصاعد التوترات، أقدم بعضهم على تحطيم زجاج نوافذ المبنى واقتحامه، ما دفع السلطات إلى اعتقال 40 متظاهراً بتهمة إثارة أعمال عنف وفق فرانس برس.
وأفاد مكتب التحقيقات في قضايا الفساد بأن سيارتين تابعتين لفريقه تعرضتا لهجوم من المحتجين، واصفاً الحادث بـ"الوضع الخطير"، ومطالباً الشرطة بفرض عقوبات صارمة على المتورطين.
محاكمة مثيرة للجدل
علّلت المحكمة قرارها بتمديد توقيف يون بتخوفها من محاولته "إتلاف أدلة" في القضية، واستمرت جلسة الاستماع حوالي خمس ساعات، ألقى خلالها الرئيس المعزول خطاباً لمدة 40 دقيقة قدّم فيه "تفسيرات دقيقة" حول الأدلة الموجهة ضده، وفق تصريحات محاميه.
غادر يون المحكمة بعد انتهاء الجلسة على متن مركبة تابعة لوزارة العدل، وسط تصفيق وهتافات أنصاره الذين حملوا لافتات تدعو إلى إطلاق سراحه، بينما لوّحوا بالأعلام الكورية الجنوبية والأمريكية.
أزمة سياسية حادة
يواجه يون سوك يول تهماً تتعلق بالتمرّد بعد إعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر الماضي، مبرراً ذلك بحماية البلاد من "التهديدات الشيوعية الكورية الشمالية"، ونشر قوات عسكرية في البرلمان، لكن النواب تحدوا القرار وصوتوا ضده.
وفي 14 ديسمبر، صوّتت الجمعية الوطنية على مذكرة لعزله، ما أدى إلى تعليق مهامه كرئيس. ورغم ذلك، يظل يون رئيساً رسمياً للدولة حتى تصدر المحكمة الدستورية قرارها النهائي، المتوقع بحلول يونيو المقبل.
إذا ما ثُبّت عزله، ستجري انتخابات رئاسية جديدة خلال 60 يوماً، في حين يواجه يون عقوبات محتملة تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام إذا أُدين بتهمة التمرّد.
شكر يون، عبر رسالة نقلها محاميه، أنصاره الذين وصف احتجاجاتهم بأنها "تعكس حساً وطنياً قوياً"، كما عبّر عن أمله في "رد الاعتبار" أمام القضاء، بينما تتزايد الضغوط الدولية والمحلية لحسم هذه الأزمة السياسية التي تعدّ الأخطر في تاريخ كوريا الجنوبية الحديث.