«فايننشال تايمز»: «ريدنوت» يملأ فراغ «تيك توك» وسط معركة الخصوصية الرقمية في أمريكا
«فايننشال تايمز»: «ريدنوت» يملأ فراغ «تيك توك» وسط معركة الخصوصية الرقمية في أمريكا
استقطب تطبيق "شياوهونغشو"، المعروف في الصين كأحد أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي، موجة غير متوقعة من المستخدمين الأمريكيين بالتزامن مع تنفيذ قرارات حظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، حيث زادت أعداد هؤلاء المستخدمين بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، وقد أطلقوا على التطبيق اسم "ريدنوت"، وهو اسم غير رسمي باللغة الإنجليزية.
ووفقا لتقرير نشرته "فايننشال تايمز"، السبت، مرر المشرعون الأمريكيون في العام الماضي قانونًا يطالب شركة "بايت دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك"، ببيع حصتها في التطبيق بدعوى تهديده للأمن القومي، ومع تأييد المحكمة العليا لهذا القانون، يُمنع "تيك توك" من العمل في الولايات المتحدة، مما سيؤثر على 170 مليون مستخدم أمريكي يعتمدون على التطبيق بشكل يومي.
أنظمة رقابة المحتوى
سارع القائمون على تطبيق "شياوهونغشو"، الذي تجاوز عدد مستخدميه 300 مليون مستخدم نشط، إلى تعزيز أنظمة رقابة المحتوى تحسبًا لزيادة شعبية التطبيق خارج الصين، واستفاد التطبيق من هذا التحول المفاجئ ليُظهر قدرة ملحوظة على مواكبة التحديات التقنية والتنظيمية المرتبطة بجذب جمهور جديد ومتطلب.
دعم عمالقة التكنولوجيا
نجح تشارلوين ماو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتطبيق، في تحقيق إنجاز نادر بجذب استثمارات من شركتي "تينسنت" و"علي بابا"، اللتين تعدان من أبرز المنافسين في سوق التكنولوجيا الصينية، حيث دعمت الشركتان "شياوهونغشو" دون استحواذ أي منهما على التطبيق بالكامل.
استفاد ماو، وهو خريج كلية الأعمال بجامعة ستانفورد، من خبراته المتراكمة خلال عمله في "باين كابيتال" لتطوير نموذج عمل فريد، حيث بدأ مشروعه مع شريكته ميراندا كو، وهي خبيرة تسويق من مدينة ووهان الصينية، واختبرا العديد من الأفكار مثل إنشاء دليل سياحي.
ومع مرور الوقت، ركزا على إنشاء منصة لمشاركة الصور ومحتوى أسلوب الحياة، مما ساعد التطبيق على ترسيخ مكانته كمنصة رائدة تقدم نصائح حول المطاعم، والسفر، والجمال.
تحديات ثقافية وتنظيمية
تعامل "شياوهونغشو" مع تحديات متعددة بسبب اختلاف الثقافات بين المستخدمين الصينيين والأمريكيين، بالإضافة إلى مخاوف السلطات الصينية من فتح المجال أمام المزيد من المحتوى الغربي.
أدت هذه التحديات إلى تسليط الضوء على التطبيق كواجهة لتبادل ثقافي نادر بين الشرق والغرب، لكنه يواجه احتمالات بأن يصبح الهدف التالي للمشرعين الأمريكيين إذا استمر في اجتذاب المزيد من المستخدمين الأمريكيين.
اعتمد "شياوهونغشو" على بيئة عمل مبتكرة جذبت الانتباه، حيث شجع على خلق أجواء عائلية داخل المكتب، بما في ذلك السماح للموظفين بإحضار حيواناتهم الأليفة في أيام معينة، على الرغم من ذلك، واجه التطبيق انتقادات بشأن ثقافة العمل المكثفة، حيث أظهرت تقارير ارتفاع معدل دوران الموظفين نتيجة الإرهاق.
التوسع العالمي
تزايد الاهتمام العالمي بالتطبيق مع تزايد عدد المستخدمين الجدد واستعداد مستثمرين لدخول السوق، مما رفع قيمة "شياوهونغشو" إلى 20 مليار دولار، في الوقت نفسه، تواجه الشركة تحديات تتعلق بالحفاظ على التوازن بين النمو العالمي والتقيّد بالقوانين المحلية في الصين.
رغم أن "شياوهونغشو" قد يكون في بداية رحلة عالمية واعدة، فإن ارتباطه بسياقات سياسية وتنظيمية معقدة يجعل من استمرارية نجاحه تحديًا كبيرًا، حيث يحاول التطبيق، تحت قيادة تشارلوين ماو، الاستفادة من فرص جديدة، مع الحرص على مراعاة حساسيات الأسواق التي يعمل فيها.