«فرانس برس»: الأمريكيون المؤيدون للعمل من بُعد يرفضون العودة إلى الماضي

«فرانس برس»: الأمريكيون المؤيدون للعمل من بُعد يرفضون العودة إلى الماضي
العمل من المنزل- أرشيف

أثار تراجع بعض المؤسسات عن السماح لموظفيها بالعمل الهجين الذي يجمع بين الحضور المكتبي والعمل من بُعد استياء الكثيرين ممن وجدوا في العمل من بُعد فوائد كبيرة لحياتهم الشخصية والمهنية.

العودة للحضور الكامل

ووفق تقرير نشرته وكالة "فرانس برس" اليوم الأحد، يُعد "كورتس سبيرر"، أحد رواد العمل من بُعد، من أبرز المعارضين لمحاولات الشركات الأمريكية الكبرى فرض الدوام المكتبي الكامل، يصف سبيرر هذه السياسة بأنها تعكس "افتقارًا ضمنيًا للثقة" بين الإدارة والموظفين، إذ ترى الشركات ضرورة مراقبة الموظفين بشكل مباشر للتأكد من إنتاجيتهم.

ومن بين الشركات التي عادت إلى العمل المكتبي الكامل مؤسسات كبرى مثل "تيسلا" و"غولدمان ساكس"، بينما واجه قرار "أمازون" بإلزام موظفيها الحضور خمسة أيام في الأسبوع اعتراضًا واسعًا، وأظهرت استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الموظفين غير راضين عن هذه السياسة، وسط توقعات بخسارة الشركة للموظفين الموهوبين.

واتخذ النقاش حول العمل من بُعد بُعدًا سياسيًا، حيث يدعم بعض القادة مثل "إيلون ماسك" تقليص هذا النوع من العمل، حتى في القطاعات الحكومية، وفي المقابل، يعترض الموظفون على هذه التوجهات بسبب تكاليف النقل، ورعاية الأطفال، والضغط النفسي الناجم عن العودة إلى العمل المكتبي.

مزايا العمل من بُعد وتأثيره البيئي

يرى سبيرر أن العمل من بُعد يمثل حلاً للعديد من القضايا، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن التنقل بالمركبات، والتخفيف من استهلاك الطاقة في المباني المكتبية، كما يُتيح هذا النمط من العمل مرونة أكبر للموظفين، مما يعزز جودة حياتهم ويقلل من التوتر المرتبط بالدوام التقليدي.

شركات تتبنى نهجاً مختلفاً

اختارت بعض الشركات الأمريكية مثل "دكتور فيرست" للرعاية الصحية الاستمرار في العمل من بُعد بشكل كامل بعد استطلاع آراء موظفيها، وأظهرت النتائج أن 85% من الموظفين لاحظوا تحسنًا في جودة حياتهم وصحتهم النفسية، كما أبدى الموظفون إنتاجية مرتفعة، مما دفع الشركة لتبني سياسات عمل مرنة تعتمد على تحقيق الأهداف بدلاً من الحضور المكتبي.

تقول "هيذر هاب"، إحدى موظفات الشركة، إن العمل من بُعد أتاح لها تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية، مشيرة إلى أنها أصبحت تقضي وقتًا أطول مع أسرتها وتهتم بحيواناتها ونباتاتها بشكل أفضل.

واقع ومستقبل العمل من بُعد

مع نهاية عام 2024، تشير الدراسات إلى أن حوالي 38% من الشركات الأمريكية اعتمدت العمل الهجين، بينما سمحت أقل من 30% للموظفين بالعمل من بُعد بشكل كامل، ورغم التحديات، يبدو أن العمل من بُعد سيظل خيارًا مهمًا في سوق العمل، خاصة للشركات التي تهتم برفاهية موظفيها وتحقيق الاستدامة البيئية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية