مؤسسة «كل الفتيات» تنفذ مشروعات تعليمية في المناطق النائية باليمن

مؤسسة «كل الفتيات» تنفذ مشروعات تعليمية في المناطق النائية باليمن
مؤسسة "كل الفتيات"

تواصل مؤسسة "كل الفتيات" تنفيذ مشروعات تعليمية تهدف إلى تحسين الوصول إلى التعليم في مناطق جبلية نائية، رغم ما تشهده البلاد من معوقات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث تسعى المؤسسة لتقديم الدعم اللازم للأطفال، وتوفير بيئة تعليمية تساعدهم على التغلب على الصعوبات التي يواجهونها بسبب النزاع المستمر.

ووفقا لبيان نشرته المنظمة، اليوم الاثنين، شهد اليمن خلال السنوات العشر الماضية تدهورًا كبيرًا في النظام التعليمي، حيث يقدر تقرير الأمم المتحدة لعام 2024 أن هناك أكثر من 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، وتواجه المناطق النائية، وخاصة في جبال ريمه، صعوبات كبيرة في الوصول إلى المدارس نتيجة للنزاع المستمر ووعورة الطرق

واختارت مؤسسة "كل الفتيات" أن تتحدى هذه الصعوبات، وتنفذ مشروعًا تعليميًا يهدف إلى إعادة بناء وتحسين البنية التحتية التعليمية في هذه المناطق الجبلية الصعبة.

مشروع تعليمي بمنطقة الجعفرية

تمكنت المؤسسة من تقديم الدعم لـ4 مدارس ابتدائية وثانوية في منطقة الجعفرية التابعة لمحافظة ريمه، بمساعدة تمويل من "صندوق اليمن الإنساني".

بدأ المشروع في إعادة تأهيل 7 فصول دراسية موجودة، بالإضافة إلى بناء 15 فصلاً جديدًا وتجهيز 3 مكاتب لمديري المدارس، كما تم تزويد المدارس بنظام طاقة شمسية، وخزانات مياه بسعة 1500 لتر، وأثاث مدرسي حديث، فضلاً عن توفير الكتب المدرسية وحقيبة مدرسية تحتوي على لوازم مدرسية.

واستهدف المشروع 1090 طالبًا وطالبة، بما يعزز فرص التعليم في هذه المناطق التي تعاني من نقص كبير في الإمكانيات.

الوصول إلى المناطق الوعرة

واجهت "كل الفتيات" تحديات غير مسبوقة في تنفيذ المشروع، حيث تقع المدارس المستهدفة في مناطق جبلية وعرة يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل النقل التقليدية، حتى بعد تعبيد بعض أجزاء الطرق بالحجارة، تبقى بعض الطرق غير صالحة، ما جعل نقل مواد البناء والتجهيزات صعبًا جدًا.

ولم يكن أمام العاملين في المشروع إلا اللجوء إلى وسائل النقل التقليدية مثل الحمير لنقل المواد على مسافات طويلة، مما يضاعف من تعقيد العملية.

ومن بين الأبطال الذين ساهموا في نجاح هذا المشروع كان "صدام قيروه"، السائق الماهر الذي خاطر بحياته في نقل المواد عبر الطرق الوعرة، لكن الحظ لم يحالفه حيث توفي في حادث مروري على أحد المنحدرات الخطرة أثناء نقله للمواد إلى منطقة "نعمة" في بني الجعد، ورغم هذه المأساة، استمر الفريق في العمل بشجاعة وتصميم تكريما لذكراه ولإتمام المشروع.

التعليم أمل في المستقبل

تمكن مشروع "كل الفتيات" من تحقيق إنجاز كبير في بناء 15 فصلاً دراسيًا جديدًا وتجديد 16 فصلاً آخر، ولم يكن هذا الإنجاز مجرد تحسين للبنية التحتية، بل رسالة أمل وإرادة قوية بأن التعليم في اليمن يمكن أن يكون مفتاحًا لمستقبل أفضل رغم الظروف الصعبة، حيث يواصل المشروع تحقيق هدفه الأساسي في توفير التعليم للأطفال في أكثر المناطق احتياجًا، مما يعكس التزام المؤسسة العميق بحق الأطفال في الحصول على تعليم آمن ومتقدم.

ومؤسسة كل البنات للتنمية، هي منظمة بقيادة نسائية، غير حكومية لا تسعى الى الربح، تأسست بالعاصمة اليمنية صنعاء في عام 2003م، تحمل رؤية تنموية وبعداً إنسانياً، وتؤمن بأن “التغيير هو الناس، وأن الناس هم التغيير”.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية