مأساة المهاجرين تتجدد قبالة اليمن.. أكثر من 90 قتيلاً في حادث غرق

مأساة المهاجرين تتجدد قبالة اليمن.. أكثر من 90 قتيلاً في حادث غرق
غرق مركب مهاجرين

في عرض البحر، حيث تتلاشى الحدود وتصمت الأصوات، وقعت مأساة جديدة تضاف إلى سجلات الهجرة المريرة، لقي أكثر من 90 مهاجرًا مصرعهم بعد أن ابتلعت الأمواج زورقهم قبالة سواحل اليمن، في حادثة مروعة تبرز حجم الأخطار التي يواجهها الباحثون عن حياة أفضل.

كان الزورق يقلّ نحو 200 شخص، غالبيتهم من إثيوبيا، بحسب ما أوردته فرانس برس الثلاثاء، انطلقوا في رحلة محفوفة بالأخطار عبر خليج عدن، لم يكن هدفهم اليمن بحد ذاته، بل كان مجرد محطة عبور نحو حلمهم الأكبر في العثور على فرص عمل في دول الخليج العربي، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية، لكن هذه الرحلة، التي بدأها هؤلاء المهاجرون بقلوب مليئة بالأمل، انتهت فجأة في قاع البحر.

ومع مرور الأيام، بدأت الأمواج تلفظ جثث المهاجرين على طول الشريط الساحلي لمحافظة أبين، كأن البحر يرفض الاحتفاظ بأسراره المؤلمة، وعثر صيادون على جثتين متحللتين، ودفنوهما دون أن يعرفوا صاحبيها، هذه الجثث، التي ارتفع عددها إلى 96، ما زالت قصصها مجهولة، لتصبح مجرد أرقام في حصيلة كارثة إنسانية.

مطاردة المهربين وملاذاتهم الآمنة

في أعقاب الفاجعة، شنت الأجهزة الأمنية في أبين حملة واسعة لملاحقة شبكات تهريب البشر، تمكنت القوات من السيطرة على مواقع كان المهربون يستخدمونها لإيواء المهاجرين، في محاولة لوقف هذا النشاط الإجرامي الذي يستغل يأس الناس، رغم جهود الإنقاذ التي أدت إلى نجاة 32 شخصًا، إلا أن عشرات آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.

تعد اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من منطقة القرن الإفريقي، وخاصة إثيوبيا والصومال، على الرغم من الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ عام 2014. تتفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في إثيوبيا، مع استمرار أعمال العنف العرقية، ما يدفع الكثيرين إلى اتخاذ قرار الهجرة المحفوف بالأخطار.

ويواجه المهاجرون ظروفًا قاسية في رحلتهم، بداية من عبور البحر في قوارب متهالكة، مرورًا بأخطار التهريب والاستغلال، وصولًا إلى العنف الذي قد يتعرضون له في مناطق النزاع.

وتؤكد هذه الحادثة المأساوية الحاجة الملحة إلى تعاون دولي أكبر لحماية المهاجرين ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفعهم إلى خوض هذه الرحلات المميتة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية