بعد 44 عاماً في سجون إسرائيل.. قرار الإبعاد يحطم آمال نائل البرغوثي وزوجته

بعد 44 عاماً في سجون إسرائيل.. قرار الإبعاد يحطم آمال نائل البرغوثي وزوجته
إيمان نافع زوجة نائل البرغوثي

تبددت فرحة إيمان نافع، بالإفراج عن زوجها نائل البرغوثي، الذي أمضى قرابة 44 عامًا في السجون الإسرائيلية، وذلك بعد أن علمت أن اسمه مدرج في قائمة المعتقلين الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.

وذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين، أن ذلك جاء في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه، أمس الأحد، والذي ينص على الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل الرهائن الذين تم احتجازهم في السابع من أكتوبر 2023.

من هو نائل البرغوثي؟

أمضى نائل البرغوثي (68 عامًا) ما يقارب 44 عامًا في السجون الإسرائيلية، منها 34 سنة متواصلة، ليكون بذلك المعتقل الفلسطيني الذي قضى أطول فترة في السجون الإسرائيلية، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني.

وتم اعتقاله في البداية في عام 1978 بتهم تتعلق بالمقاومة، ومن ثم تم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 بين إسرائيل وحركة حماس، ليُعاد اعتقاله في عام 2014 بتهمة التحريض، واستُؤنف تطبيق حكم المؤبد عليه.

وحين قرأت إيمان نافع اسم زوجها على اللائحة التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية، والتي تضمنت أسماء المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، شعرت بفرح كبير، حيث كانت قد أمضت الأيام التي سبقت الإعلان وهي تزين المنزل وتعلق صور زوجها في مختلف الأعمار، بعضها يعود إلى أيام شبابه، وبعضها الآخر خلال سنوات اعتقاله، ولكن سرعان ما تبددت فرحتها عندما اكتشفت أن زوجها سيُبعد عن الأراضي الفلسطينية، وهو ما اعتبرته "أقسى عقوبة يمكن أن يُفرض عليه"، على حد تعبيرها.

رفض قاطع لقرار الإبعاد

أعربت إيمان نافع عن رفضها التام لهذا القرار، مؤكدة أن زوجها سيرفضه بدوره، وأكدت أن نائل يفضل البقاء في السجن على أن يُبعد عن أرضه ووطنه.

وقالت: "تخيلوا إنسانًا أمضى 44 عامًا في السجن، يتم فرض عقوبة جديدة عليه تُبعده عن أهله ووطنه"، وأشارت إلى أن هذا القرار يعتبر نوعًا من العقوبات القاسية التي تهدف إلى تفكيك الروابط العاطفية والجغرافية التي تربطه بفلسطين.

وينص اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه بعد أكثر من 15 شهراً من الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة على إطلاق سراح حوالي 1900 معتقل فلسطيني مقابل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلي، تم الإفراج عن ثلاث إسرائيليات محتجزات في غزة مقابل تسعين معتقلاً فلسطينياً من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ومن المتوقع أن تستمر عمليات الإفراج في الأسابيع المقبلة.

إعادة الاعتقال والمصير المجهول

في ما يتعلق بمعتقلي صفقة شاليط عام 2011، كشف نادي الأسير الفلسطيني أن 47 منهم كانوا قد أُفرج عنهم في تلك الصفقة، إلا أنهم تم إعادة اعتقالهم لاحقاً، وأشار مصدران في حركة حماس إلى أن هناك احتمالات لأن يتم إبعاد المعتقلين إلى دول مثل تركيا أو قطر، إلا أن هذه الوجهات لم تُذكر رسميًا، ورغم كل هذه التوقعات، يبقى مصير نائل البرغوثي غير واضح.

ولم يعش نائل البرغوثي وإيمان نافع سويا إلا بضع سنوات، بدأت قصتهما في السجن عندما كان نائل يشاهد إيمان على شاشة التلفزيون أثناء اعتقالها في عام 1987، وبعد أن تم الإفراج عنها، طلبت عائلة نائل يدها للزواج، رغم أنهما لم يلتقيا قبل ذلك.

وتزوجا بعد أن تم إطلاق سراح نائل في عام 2011، ولكن سرعان ما تم إعادة اعتقاله بعد أقل من ثلاثة أعوام، تقول إيمان: "يوم زواجنا كان عرسا وطنيا، تعبيرا عن أملنا في اللقاء والحرية".

وكان الزفاف بمثابة تجسيد للأمل في الحرية والاستقلال، ولم يكن مجرد حدث شخصي، بل أصبح رمزًا للمقاومة والصمود الفلسطيني.

الأمل في العودة

بعد الإفراج عن نائل في صفقة 2011، فرضت السلطات الإسرائيلية عليه الإقامة الجبرية في بلدته كوبر، ظل يعتني بحديقة منزله التي زرع فيها أشجار البرتقال والزيتون، بينما كانت إيمان تنتظر اليوم الذي سيعود فيه لقطف الثمار التي زرعها.

وتقول إيمان: "كلما أنظر إلى تلك الأشجار، أشعر أن هناك أملًا في العودة"، ومع تقدم العمر، تتساءل إيمان: "صار عمره 68 عامًا، وأعتقد أن هذا هو أكبر ظلم".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية