برنامج أممي يدعو قادة «دافوس» لتسريع وصول أدوية «الإيدز» الجديدة

برنامج أممي يدعو قادة «دافوس» لتسريع وصول أدوية «الإيدز» الجديدة
برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية

دعا برنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز (UNAIDS) القادة السياسيين ورجال الأعمال المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" المنعقد الآن في سويسرا، إلى الإسراع في تسهيل الوصول إلى الأدوية الجديدة طويلة المفعول التي تُستخدم للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.

وأشار البرنامج في بيان نشره، اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه الأدوية قد تسهم في إنهاء الإيدز إذا ما تم توفيرها بشكل عادل لجميع الدول، ولا سيما تلك التي تقع ضمن فئة الدخل المنخفض والمتوسط.

وأوضح برنامج الأمم المتحدة أن دواء "ليناكابافير" الذي تنتجه شركة "جيلياد ساينسز"، قد أظهر فعالية تفوق 95% في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام جرعتين فقط في السنة، كما تجري الشركة حاليًا تجارب على حقن تُعطى مرة واحدة سنويًا.

ويُستخدم دواء "كابوتيغرافير" القابل للحقن، من إنتاج شركة "فيف هيلثكير"، في بعض البلدان للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، ويتم إعطاؤه مرة كل شهرين، إضافة إلى ذلك، يُجري الباحثون تجارب على حلقات مهبلية وأقراص ذات مفعول طويل.

فرصة لإنهاء الإيدز

قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (UNAIDS)، ويني بيانيما، إن هذه الأدوية تقدم فرصة حقيقية لإنهاء الإيدز بحلول عام 2030.

وشددت على أنه لن يكون بإمكان هذه الأدوية تحقيق هذا الهدف إلا إذا تعاونت الشركات الصيدلانية والحكومات والمنظمات الدولية مع المجتمع المدني من أجل تأمين الوصول العادل إليها.

وأشارت إلى أن هذه الأدوية يجب أن تُستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لإنهاء الوباء قبل الموعد المتوقع.

دور الشركات الصيدلانية

ودعا برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (UNAIDS) الشركات الصيدلانية إلى تسريع إجراءات تصنيع النسخ العامة للأدوية الجديدة وضمان أسعار معقولة وتنافسية.

وأكدت بيانيما أن الشركات لا يجب أن تمانع في تحقيق الأرباح، ولكنها يجب أن تضمن ألا تترتب على ذلك زيادة في الأسعار بشكل يعرقل الوصول إلى الأدوية. 

وأشارت إلى أن الشركات مثل "جيلياد" و"فيف" قد منحت تراخيص لتصنيع النسخ العامة في بعض البلدان، لكنها اعتبرت أن ذلك يسير ببطء شديد.

وأوضحت أن هذه النسخ العامة لن تتوفر في بعض البلدان حتى العام المقبل، ما يحرم العديد من الدول من فرصة الحصول على هذه الأدوية.

زيادة الإنتاج العالمي

قال برنامج الأمم المتحدة المشترك إنه لا يزال من الضروري زيادة الإنتاج العالمي للأدوية، لا سيما في المناطق التي تشهد ارتفاعًا في الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، مثل أمريكا اللاتينية.

في الوقت الحالي، تم استبعاد العديد من الدول من الاستفادة من الأدوية بسبب تباطؤ العملية الإنتاجية، خاصة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، أكدت بيانيما أنه من أجل توفير الأدوية بشكل كافٍ للعالم، يجب السماح لمزيد من الشركات بإنتاج الأدوية بأسعار معقولة.

خطط مستقبلية

من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية الوقائية ضد فيروس نقص المناعة البشرية إلى 10 ملايين شخص بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بـ3.5 مليون شخص فقط بنهاية عام 2023

أكدت بيانيما أن الوصول إلى هذا الهدف ممكن إذا كانت هناك إرادة قوية وطموح من الجميع، وضربت مثالًا على ذلك بالتوسع في استخدام وسائل منع الحمل القابلة للحقن، التي وصل عدد المستخدمين لها في 2022 إلى 72 مليون امرأة، كما أشارت إلى النجاح العالمي في مكافحة فيروس كورونا، حيث تم تطعيم 4.5 مليار شخص في الدول الغنية في غضون عام واحد.

إنجازات كبيرة

يتلقى حاليًا حوالي 30 مليون شخص من أصل 40 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية العلاج، وهو إنجاز كبير ولكن متأخر، أشارت بيانيما إلى أن هذا التقدم لم يكن كافيًا لإنقاذ الكثير من الأرواح وتحقيق تقدم أكبر في مكافحة الإيدز.

وأضافت أن الأدوية الجديدة قد تكون حلاً هامًا لوقف انتشار الفيروس، حتى وإن كانت لا تقدم علاجًا نهائيًا أو لقاحًا.

وأعلن كل من "الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا" و"خطة الطوارئ الأمريكية للإغاثة من الإيدز (PEPFAR)" عن اتفاق لتوفير دواء "ليناكابافير" إلى 2 مليون شخص في السنوات الثلاث المقبلة، ورغم أن هذا يُعتبر خطوة إيجابية، فإن بيانيما اعتبرت أن هذه المبادرة لا تكفي لتحقيق الطموحات العالمية في مكافحة الإيدز.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية