«النرويجي للاجئين» يحذّر من خطط إيران لطرد مليوني أفغاني بحلول مارس
«النرويجي للاجئين» يحذّر من خطط إيران لطرد مليوني أفغاني بحلول مارس
حذر الأمين العام للمجلس النرويجي لللاجئين (NRC)، يان إغيلاند، خلال زيارته الأخيرة إلى أفغانستان من أن البلاد غير مستعدة لاستقبال الملايين من الأفغان الذين يواجهون خطر الترحيل من الدول المجاورة في الأشهر المقبلة.
ووفقا لبيان نشره المجلس النرويجي لللاجئين، اليوم الأربعاء، أشار إغيلاند إلى أن أفغانستان تعاني من تداعيات اقتصادية مدمرة وصدمات مناخية شديدة بعد سنوات طويلة من الصراع، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة لأولئك الذين يعودون من دول مثل إيران وباكستان.
وأعلنت إيران في سبتمبر الماضي، عن نيتها ترحيل ما يصل إلى مليوني أفغاني بحلول مارس 2025، بينما بدأت باكستان أيضًا ترحيل العديد من الأفغان منذ أكتوبر 2023، وقد تم ترحيل نحو 800 ألف أفغاني من باكستان منذ بداية الأزمة.
وبات معظم هؤلاء يواجهون وضعًا صعبًا في المدن الكبرى، حيث يفتقرون إلى العمل والمأوى، بينما يواجه البعض الآخر صعوبة أكبر في العودة إلى المناطق التي انحدروا منها بسبب غياب الروابط العائلية أو المجتمعية بعد سنوات من المنفى.
الظروف الإنسانية للعائدين
قال إغيلاند إنه التقى العديد من العائلات الأفغانية العائدة من إيران على الحدود، مشيرًا إلى أنهم يعيشون في حالة من الترقب المستمر، فقد ترك هؤلاء أفغانستان بحثًا عن حياة أفضل وأكثر أمانًا، إلا أنهم يجدون أنفسهم الآن عائدين إلى وضع لا يختلف كثيرًا عن الوضع الذي دفعهم إلى الهجرة في البداية، وهو الفقر، والبطالة، وانتهاكات حقوق الإنسان.
يُذكر أن إيران تستضيف ما لا يقل عن 4.5 مليون أفغاني، منهم لاجئون مسجلون وغير مسجلين، وتعتبر الدولة أكبر مضيف للاجئين في العالم وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأكد إغيلاند أنه في أثناء زيارته لأفغانستان، أشار إلى القيود الشديدة المفروضة على حقوق النساء والفتيات في البلاد، وقد أكد أن حظر التعليم الثانوي للفتيات أدى إلى حرمان 1.5 مليون فتاة مراهقة من التعليم، كما تم حظر تدريب القابلات والممرضات، مما يعرض صحة النساء الأفغانيات للخطر، ووصف هذا التدهور في الحقوق بأنه تهديد خطير لحياة النساء والفتيات في البلاد.
تراجع المساعدات الدولية
حذر إغيلاند من أن المساعدات الإنسانية التي كانت أساسية لتخفيف المعاناة في أفغانستان، بدأت تتناقص بشكل كبير، وفي السنوات الثلاث الأخيرة، بعد سيطرة طالبان على البلاد، بقيت أفغانستان عالقة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني ملايين الأفغان، بمن في ذلك النساء والأطفال الأكثر ضعفًا، من ظروف شتوية قاسية، حيث تتساقط الثلوج وتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون العشر درجات مئوية تحت الصفر، مما يزيد من تعقيد جهود المنظمات الإنسانية في المنطقة.
وأشار إغيلاند إلى أن الدعم الدولي لأفغانستان شهد تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، فقد تم تلبية 76% فقط من احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية في عام 2022، وانخفض هذا الرقم إلى 46% في 2023، وتقلص بشكل أكبر ليصل إلى 44.9% حتى ديسمبر 2024.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لزيادة التمويل والمساعدات الدولية لمساعدة ملايين الأشخاص في أفغانستان الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم في ظل هذا الوضع المتدهور.
يُذكر أن الأمم المتحدة أعلنت أن 22.9 مليون أفغاني بحاجة إلى دعم إنساني في عام 2025، من بينهم 53% من الأطفال و25% من النساء وفقًا لخطة الاستجابة الإنسانية لأفغانستان.