مسؤولة أممية: هايتي بحاجة للدعم الآن أكثر من أي وقت مضى
مسؤولة أممية: هايتي بحاجة للدعم الآن أكثر من أي وقت مضى
أبلغت الممثلة الخاصة ورئيسة مكتب الأمم المتحدة في هايتي، ماريا إيزابيل سالفادور، مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، أن هايتي تُظهر بعض التقدم على الصعيد السياسي رغم التحديات الكبيرة في مجال الأمن، موضحة أن هايتي تمر بعملية انتقال سياسي تهدف إلى استعادة المؤسسات الديمقراطية، في وقت تشهد فيه البلاد استمرار العنف العصابات، خاصة في العاصمة بورت-أو-برنس.
وأكدت سالفادور أن هايتي في هذه اللحظة الحرجة تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى، وأوضحت أنه من أجل تنظيم عملية مراجعة دستورية، وكذلك إجراء انتخابات ذات مصداقية وشاملة، يجب على الأطراف السياسية في هايتي تجاوز خلافاتهم والعمل بشكل مشترك، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أهمية المشاركة الفعالة في هذه المرحلة الانتقالية التي تواجه تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة.
تطورات العملية الانتقالية
قدمت سالفادور تقريرًا عن التطورات الأخيرة في هايتي، بما في ذلك تعيين رئيس وزراء جديد في نوفمبر الماضي، ما أدى إلى تحسن التعاون بين المجلس الرئاسي الانتقالي والحكومة الحالية.
وأشادت بتعيين آخر عضوين في المجلس الانتخابي المؤقت، معتبرة أن مشاركة أربع نساء من أصل تسعة أعضاء في المجلس يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الشمولية الجندرية في العملية الانتخابية.
واصلت العصابات المسلحة في هايتي تهديد حياة السكان، وقد أثرت حالة انعدام الأمن بشكل كبير على العمليات الإنسانية، ففي 11 نوفمبر، هاجمت العصابات الطائرات التجارية بالقرب من مطار بورت-أو-برنس، مما اضطر إلى إغلاق المطار وتعليق جميع الرحلات.
سلسلة من الهجمات
وشهدت العاصمة سلسلة من الهجمات، كان أبرزها مذبحة في حي "وَارف جيريمي" التي أسفرت عن مقتل 207 أشخاص في الشهر الماضي.
ورأت سالفادور أن الشرطة الوطنية الهايتية، بدعم من بعثة الدعم الأمني المتعدد الجنسيات المدعومة من مجلس الأمن، قد بذلت جهودًا كبيرة في مواجهة تصاعد العنف.
وشددت على أهمية دعم بعثة كينيا التي أرسلت 217 ضابط شرطة إضافي في يناير الماضي، بالإضافة إلى وصول 150 شرطيًا من غواتيمالا وفريق متقدم من 8 جنود سلفادوريين.
تفاقم الوضع الإنساني
ذكرت سالفادور أن الأزمة الإنسانية في هايتي وصلت إلى مستويات خطيرة، حيث يحتاج أكثر من ستة ملايين شخص، أي ما يعادل نصف السكان تقريبًا، إلى المساعدة الإنسانية.
وارتفع عدد النازحين داخليًا إلى أكثر من مليون شخص، ويواجه نحو 48% من السكان انعدام الأمن الغذائي، وأوضحت أن نحو مليوني شخص يعانون من ظروف طارئة، بينما يعاني 6 آلاف شخص من حالة كارثية.
طالبت سالفادور المانحين الدوليين بدعم خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 الخاصة بهايتي، التي تطالب بتوفير 908 ملايين دولار من أجل تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود التعافي في البلاد.
التجارة غير المشروعة
وأوضحت رئيسة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، أن العنف المستمر في هايتي يتفاقم نتيجة تدفق الأسلحة غير المشروعة وتهريب المخدرات، إضافة إلى انتشار أسواق غير مشروعة أخرى مثل تجارة الحيوانات البرية.
وأشارت إلى أن هناك أدلة متزايدة على ارتباط عدد من المواطنين الهايتيين بشبكات إجرامية دولية، بما في ذلك تهريب الثعابين، وأضافت أن بعض الشخصيات السياسية والاقتصادية في هايتي تستخدم هذه الصناعة لغسل أموال المخدرات.
ودعت والي إلى تعزيز قدرة هايتي في مكافحة التهريب والجريمة المنظمة من خلال تحسين التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات، مؤكدة التزام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالعمل مع السلطات الهايتيّة وشركاء دوليين لتفكيك الهياكل الإجرامية في البلاد.