واشنطن توقف جهود إزالة الألغام عالمياً ضمن مراجعة مساعداتها الخارجية
واشنطن توقف جهود إزالة الألغام عالمياً ضمن مراجعة مساعداتها الخارجية
أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل مفاجئ برامج إزالة الألغام العالمية، مما أثار حالة من الغموض بين المنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال.
ووفقا لبيان نشرته منظمة العمل ضد العنف المسلح (AOAV)، اليوم الأحد، جاء القرار عبر رسالة إلكترونية أُرسلت في وقت مبكر من رئيسة مكتب إزالة الأسلحة والحد منها، كارين آر تشاندلر، كجزء من أمر تنفيذي أوسع لإعادة تقييم أولويات المساعدات الخارجية للولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس ترامب.
أدى القرار إلى تعليق عمليات حيوية في مناطق مثل أوكرانيا، العراق، وجنوب شرق آسيا، حيث تمثل الذخائر غير المنفجرة خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين واستقرار الأمن الغذائي، تعتمد هذه المناطق بشكل كبير على جهود إزالة الألغام لاستعادة الأراضي الزراعية وتأمين المجتمعات المحلية,
وكانت الولايات المتحدة منذ عام 1993 تعتبر أكبر داعم لمبادرات إزالة الألغام عالميًا، ويمثل هذا القرار تحولًا ملحوظًا في سياساتها الإنسانية.
ودافع وزير الخارجية ماركو روبيو عن القرار، مبررًا ذلك بضرورة توافق المساعدات الخارجية مع المصالح الأمريكية المتعلقة بالأمن والازدهار، وهي سياسة أثارت مخاوف من تراجع الالتزام الأمريكي تجاه المبادرات الإنسانية.
تحذيرات منظمات الإغاثة
أدان المدير التنفيذي لمنظمة "العمل ضد العنف المسلح"، الدكتور إيان أوفيرتون، هذا القرار، محذرًا من عواقب وخيمة على المدنيين والمجتمعات المتضررة.
وقال: "إن وقف جهود إزالة الألغام قد يطيل أمد المعاناة الإنسانية ويعرض الأمن العالمي للخطر.. وإذا استمر هذا القرار لفترة طويلة، فإنه سيشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المدنيين ويعرقل جهود إعادة الإعمار".
وأكدت منظمات رائدة في مجال إزالة الألغام، مثل هالو تراست والمجموعة الاستشارية للمناجم، أهمية هذه الجهود في إنعاش المناطق الزراعية، وضمان سلامة اللاجئين العائدين، وتعزيز استقرار المجتمعات.
غموض حول مستقبل المبادرات
يظل مصير برامج إزالة الألغام غير واضح حتى الآن، حيث تنتظر المنظمات الإنسانية تعليمات إضافية من وزارة الخارجية الأمريكية، والمتوقع صدورها يوم الاثنين المقبل.
وعبّر العديد من العاملين في هذا المجال عن قلقهم من أن يؤدي هذا القرار إلى إيقاف طويل الأمد قد يعطل الجهود الرامية لإنقاذ الأرواح وتأمين سبل العيش في المناطق المتضررة.
وساهمت جهود إزالة الألغام، بدعم من الولايات المتحدة، في إنقاذ الأرواح وتعزيز استقرار المجتمعات في مناطق النزاع لعقود، وتُعد هذه البرامج جزءًا أساسيًا من عملية إعادة الإعمار وعودة اللاجئين إلى ديارهم بأمان.
وفي ظل هذا القرار، تواجه المنظمات المعنية تحديات كبيرة في استكمال هذه الجهود الإنسانية، مما يعزز الحاجة إلى استجابة دولية للحفاظ على هذه المبادرات التي تُعتبر ضرورية للأمن والسلام العالميين.