في اليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.. تعزيز التعليم ضرورة لمواجهة الكراهية
يحتفل به 27 يناير من كل عام
يُحيي العالم في 27 يناير من كل عام، اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، والتي تأتي هذا العام تحت عنوان: "80 عامًا على تحرير أوشفيتز.. تعزيز التثقيف والسلام في مواجهة الكراهية والتطرف"، وذلك بهدف التذكير بفظائع الهولوكوست التي أودت بحياة أكثر من 6 ملايين يهودي وملايين آخرين خلال الحرب العالمية الثانية، مع التركيز على أهمية التثقيف في مكافحة إنكار الهولوكوست ومواجهة خطاب الكراهية المتزايد بالعالم.
وأطلقت منظمة اليونسكو عددًا من المبادرات البارزة بمناسبة هذه الذكرى التاريخية، حيث شاركت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في الفعاليات الرسمية التي أُقيمت في معسكر "أوشفيتز بيركيناو"، الذي تم إدراجه في قائمة التراث العالمي منذ عام 1979.
وشددت أزولاي على أهمية التثقيف لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع، لا سيما في وقت بات من النادر وجود ناجين يروون شهاداتهم.
وزارت أزولاي المركز المستقبلي لمكافحة الكراهية والتطرف الذي أُنشئ في المنزل السابق للضابط المسؤول عن معسكر أوشفيتز، بالتعاون مع متحف أوشفيتز بيركيناو، وهو يُركز على تعزيز البحث والتعليم كأدوات لمكافحة الكراهية ومنع التشدد.
مواجهة إنكار الهولوكوست
نشرت اليونسكو 3 أدلة تعليمية جديدة تستهدف المعلمين والصحفيين، بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة إنكار الهولوكوست وتشويه الحقائق التاريخية، وتشمل الأدلة:
- دليلاً للمعلمين، يساعدهم على مواجهة أشكال خطاب الكراهية وإنكار الهولوكوست في الفصول الدراسية.
- دليلاً للصحفيين، يقدم أطرًا قانونية وتوصيات لتغطية قضايا الإبادة الجماعية ومعاداة السامية بشكل مهني.
- دليلاً لمكافحة التضليل الإعلامي، الذي يُبرز كيفية مواجهة المعلومات المضللة على الإنترنت بشأن الهولوكوست.
جهود اليونسكو في التثقيف
استثمرت اليونسكو على مدى العقد الماضي جهودًا كبيرة في إدراج تاريخ الهولوكوست ضمن المناهج التعليمية في 24 بلدًا، مستعينةً ببرنامجها الدولي للتعليم بشأن الإبادة الجماعية، كما أطلقت مبادرات عبر الإنترنت مثل موقع About Holocaust، الذي يُقدم معلومات موثوقة عن الهولوكوست.
وبلغ عدد زوار الموقع أكثر من 4.4 مليون شخص في عام 2024، ويُقدم إجابات قائمة على الحقائق حول الأسئلة المرتبطة بالهولوكوست، بالشراكة مع المؤتمر اليهودي العالمي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، عبر كلمة ألقاها ممثله ميغيل موراتينوس، التزام المنظمة بمكافحة معاداة السامية وتعزيز حقوق الإنسان، وأشار الأمين العام إلى أن تاريخ الهولوكوست يُمثل أحد أحلك فصول التاريخ الإنساني، ولكنه يحمل أيضًا دروسًا حول الشجاعة والتضامن في وجه القمع.
وشدد على أهمية التذكير بقصص الناجين والمقاومين الذين واجهوا النظام النازي بإنسانية وشجاعة، مؤكدًا أن هذه الذكريات تُمثل مصدر إلهام لمواجهة الكراهية والتمييز في عصرنا الحالي.
أهمية اليوم وتأثيره
يُعد اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست فرصة لإعادة التأكيد على القيم الإنسانية المشتركة التي يجب أن تُشكل أساسًا للعالم، من خلال التركيز على التعليم والتثقيف، وتسعى الأمم المتحدة وشركاؤها إلى ضمان نقل ذكرى الهولوكوست للأجيال القادمة كجزء من الجهود العالمية لمنع حدوث فظائع مماثلة.
تؤكد الذكرى الـ80 لتحرير أوشفيتز أهمية التضامن الإنساني في مواجهة الكراهية والتطرف، وقد شددت اليونسكو والأمم المتحدة على ضرورة توحيد الجهود الدولية لدعم حقوق الإنسان، وتعزيز التسامح، ومكافحة جميع أشكال الكراهية التي تُهدد المجتمعات حول العالم.