الأمم المتحدة: الظروف غير مهيأة لعودة سكان جنوب لبنان
الأمم المتحدة: الظروف غير مهيأة لعودة سكان جنوب لبنان
أكدت الأمم المتحدة، الأحد، أن الظروف الأمنية والإنسانية في جنوب لبنان لم تتحسن بعد بما يكفي لعودة سكان القرى الحدودية التي لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجداً فيها، رغم انقضاء المهلة الزمنية للانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بيان مشترك صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل)، الجنرال أرولدو لاثارو، بأن الوضع على طول الخط الأزرق "لا يزال يشكل خطراً على عودة آمنة للمواطنين إلى قراهم".
وأشار البيان إلى أن المجتمعات النازحة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتعافي وإعادة الإعمار، داعياً إياها إلى توخي الحذر.
سقوط قتلى وجرحى
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في اليوم نفسه، عن استشهاد 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات جراء إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي على مناطق في الجنوب حاول مئات السكان دخولها رغم بقاء القوات الإسرائيلية هناك.
يأتي هذا في ظل انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي، وفقاً لاتفاق أُبرم بوساطة أمريكية، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير.
واتهم الجانب اللبناني إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق، بينما أعلنت الأخيرة عن نيتها البقاء لما بعد المهلة المقررة.
شروط الاتفاق وتحديات التنفيذ
حدد الاتفاق الذي بدأ تطبيقه منذ 27 نوفمبر عدة شروط، أبرزها انسحاب الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع تعزيز انتشار القوات المسلحة اللبنانية وقوة اليونيفيل، إضافة إلى انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك.
ورغم تراجع مستويات العنف بشكل كبير، وتمكن مئات الآلاف من اللبنانيين من العودة إلى مناطقهم، فإن الأمم المتحدة أشارت في بيانها إلى أن الأطراف لم تلتزم بالمهل الزمنية المحددة في الاتفاق.
وشدد البيان المشترك على أن التنفيذ الكامل لبنود اتفاق نوفمبر والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 يشكلان السبيل الوحيد لإنهاء حالة عدم الاستقرار المستمرة في جنوب لبنان، وفتح باب جديد للأمن والازدهار على جانبي الخط الأزرق.
مخاوف من تصاعد العنف
أعربت قوة اليونيفيل عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بعودة بعض المدنيين اللبنانيين إلى قراهم رغم وجود القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط ضحايا نتيجة النيران الإسرائيلية.
ودعت سكان المناطق الحدودية إلى الالتزام بتوجيهات القوات المسلحة اللبنانية لتجنب المزيد من التدهور في الوضع الأمني.
وأكدت القوة الدولية ضرورة تجنب الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على المدنيين داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أهمية التعاون بين الأطراف كافة للحيلولة دون تصاعد العنف مجدداً.