جامعة الدول العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين ترقى إلى «التطهير العرقي»

جامعة الدول العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين ترقى إلى «التطهير العرقي»
أعلام الدول العربية

أدانت جامعة الدول العربية، أمس الأحد، ما وصفته بمحاولات ترحيل الشعب الفلسطيني قسرًا عن أراضيه، معتبرة، أن أي خطوة من هذا القبيل تشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح فيها نقل سكان قطاع غزة إلى دول عربية مجاورة كجزء من خطة لإعادة هيكلة المنطقة.

وقالت الأمانة العامة للجامعة، في بيان رسمي أطلعت “جسور بوست” على نسخة منه، إن هذه الخطوة لا يمكن أن تُسمى سوى بـ"التطهير العرقي"، مضيفة أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية منع مثل هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الشعب الفلسطيني.

وطرح الرئيس الأمريكي، خلال حديثه على متن الطائرة الرئاسية، فكرة نقل سكان غزة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة إلى دول مثل مصر أو الأردن، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد بهدف "تطهير" المنطقة وإعادة هيكلتها، وذكر أنه ناقش هذه الفكرة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما خطط لطرحها على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأضاف ترامب: "غزة منطقة مليئة بالصراعات والدمار، وهذه الخطة قد تمنح سكانها فرصة لبداية جديدة بعيدًا عن هذه التوترات"، لكن تصريحاته أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية.

رفض فلسطيني ودعم إسرائيلي

ورفضت حركة حماس بشدة مقترح ترامب، حيث أكد باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، أن الشعب الفلسطيني قادر على إفشال هذه المخططات كما أفشل سابقًا مشاريع التهجير والوطن البديل. 

وأكد في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن الحقوق التاريخية والوطنية للفلسطينيين غير قابلة للتفاوض أو التنازل. 

في المقابل، وصف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الفكرة بأنها "رائعة"، معتبرًا أنها تتيح للفلسطينيين فرصة حياة جديدة بعيدًا عن ما وصفه بـ"تمجيد الإرهاب".

واقع غزة المتأزم

عانت غزة من دمار واسع ونزوح كبير للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة جراء الصراعات المستمرة، وأسفر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في أكتوبر 2023 عن مقتل 1210 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. 

في المقابل، أكدت وزارة الصحة في غزة مقتل 47283 فلسطينيًا نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها القطاع. 

وتتواصل الجهود الدولية، برعاية أمريكية وقطرية ومصرية، لتحقيق التهدئة، ويبقى الوضع قابلًا للتصعيد مع مطالبة أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية باستئناف العمليات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

ومع رفض فلسطيني ودولي واسع لمقترحات ترحيل السكان، يبدو أن تنفيذ أي خطة من هذا النوع سيزيد تعقيد المشهد الإقليمي، مما يهدد بتفاقم الأزمات السياسية والإنسانية التي تواجه المنطقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية