«فورين بوليسي»: «قمة مارالاغو» فرصة لإعادة تشكيل العلاقة بين أكبر اقتصادين بالعالم
«فورين بوليسي»: «قمة مارالاغو» فرصة لإعادة تشكيل العلاقة بين أكبر اقتصادين بالعالم
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دراسة إمكانية عقد صفقة اقتصادية كبرى مع الصين، في خطوة قد تعيد تشكيل العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقا لتحليل اقتصادي أعدته الكاتبة زونغ يوان زوي في مجلة "فورين بوليسي"، الأربعاء.
واقترح مرشح ترامب لمنصب وزير الخزانة، سكوت بيسنت، تنظيم قمة تجارية تجمع حلفاء الولايات المتحدة، مستوحاة من "اتفاق بلازا" الشهير عام 1985، تهدف القمة، التي أطلق عليها اسم "اتفاق مارالاغو"، إلى إعادة التفاوض حول شروط التجارة العالمية بطريقة تخدم المصالح الأمريكية، مع التركيز على تحسين التوازن التجاري مع الصين.
ورغم الجهود التي قد تُبذل في هذا السياق، يرى محللون أن استبعاد الصين من مثل هذه المحادثات قد يحد من الأثر الاقتصادي الإيجابي للقمة، إذ تبقى الصين واحدة من أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الصين في عام 2023 نحو 252 مليار دولار.
صعوبة الفصل بين البلدين
أكد خبراء الاقتصاد أن الترابط بين الولايات المتحدة والصين يجعل من الصعب فك الارتباط بينهما، على الرغم من التوترات السياسية، حيث يمثل البلدان معًا نحو 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و48% من الإنتاج الصناعي، ما يجعل أي محاولة لتقليص التعاون الاقتصادي بينهما تحديًا كبيرًا.
وحذّر خبراء من أن الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب سابقًا لن توقف تدفق المنتجات الصينية إلى الأسواق العالمية، لكنها قد ترفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.
وأشاروا إلى أن معظم المنتجات الصينية قد تعود إلى السوق الأمريكية عبر سلاسل توريد بديلة، مثل المكسيك وفيتنام.
ربط الرسوم بالاستثمارات
اقترح بيسنت استراتيجية جديدة تقوم على ربط الرسوم الجمركية بحجم الاستثمارات الصينية المباشرة في الولايات المتحدة، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى دفع الصين لزيادة استثماراتها في الاقتصاد الأمريكي، بدلًا من مجرد تقليص العجز التجاري.
وتضمنت الاقتراحات تقديم حوافز للاستثمارات التي تخلق فرص عمل جديدة، مثل بناء مصانع أو دعم الشركات الناشئة، مع فرض قيود صارمة على الاستحواذ على شركات أمريكية حساسة.
ورغم الطموحات الاقتصادية، تبقى قضية تايوان إحدى أكبر العقبات أمام أي صفقة كبرى بين الولايات المتحدة والصين، فقد واصل الرئيس الصيني شي جين بينغ تأكيده على "إعادة التوحيد الحتمي" لتايوان، مما زاد من التوترات بين البلدين، لكن محللين يرون أن تجاوز قضية تايوان مؤقتًا والتركيز على التعاون الاقتصادي قد يفتحان المجال لإعادة بناء الثقة بين الجانبين.
إعادة بناء العلاقات
اقترح محللون تنظيم قمة تجمع ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، تُعقد في منتجع "مارالاغو" الشهير، باعتبارها فرصة لإعادة تشكيل العلاقات الثنائية، يمكن أن توفر القمة منصة لمحادثات مباشرة بين الزعيمين وتضع الأساس لاتفاقية تاريخية تُعيد الاستقرار للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتُشكل صفقة كبرى بين الولايات المتحدة والصين نقطة تحول في العلاقة المتوترة بين البلدين، إذا نجحت إدارة ترامب في تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والأمنية، فقد تُمهّد هذه الخطوة الطريق لعلاقة أكثر استقرارًا وتعاونًا بين القوتين العُظمَيين.