إسرائيل تعلن استئناف المفاوضات «غير المباشرة» مع حماس الاثنين

أكدت إسرائيل، أنها ستستأنف غدا الاثنين، المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد إفراج حماس عن 3 رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 182 معتقلًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، السبت، أن الأخير تحدث مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، واتفقا على أن المفاوضات ستُستأنف خلال لقائهما في واشنطن، الاثنين، على أن يواصل المبعوث الأمريكي محادثاته مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى خلال الأسبوع.

وتمت عملية التبادل بعد احتجاز الرهائن في قطاع غزة لمدة 484 يومًا منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، وسلّمت حماس كلًا من عوفر كالديرون، وياردين بيباس، وكيث سيغل إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدورها نقلتهم إلى إسرائيل.

وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 182 أسيرًا فلسطينيًا ومصري واحد، حيث تم نقل 150 منهم إلى قطاع غزة، و25 إلى الضفة الغربية، بينما أُبعد ثمانية آخرون، بينهم المعتقل المصري، إلى مصر، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني.

التسليم وسط أجواء مشحونة

في خان يونس جنوب قطاع غزة، جرت عملية تسليم كالديرون وبيباس في مراسم سريعة، وسط وجود عدد كبير من مقاتلي حماس، الذين طلبوا منهما التلويح للمتجمهرين والمصورين قبل تسليمهما إلى الصليب الأحمر. 

وفي شمال غزة، تم تسليم سيغل بعد مروره عبر منصة أقيمت خصيصًا في ميناء الصيادين.

وأكدت حماس في بيان أن ذراعها العسكرية، كتائب القسام، وفّرت الرعاية الصحية اللازمة للرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل رغم الأوضاع الصعبة التي يعاني منها القطاع بسبب الحرب.

فرحة بتل أبيب وصدمة في غزة

تجمع مئات الأشخاص في تل أبيب، في ما يُعرف بـ"ساحة الرهائن"، حيث تابعوا عملية تسليم الرهائن عبر شاشات عملاقة وسط أجواء من الفرح والتأثر. 

واعتبر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين أن إطلاق سراح الثلاثة يمثل "شعاعًا من النور في الظلام" ويمنح الأمل بإتمام صفقات جديدة.

في المقابل، كان المشهد مختلفًا في خان يونس ورفح، حيث تجمّع حشد من الفلسطينيين لاستقبال الأسرى المحررين، الذين توجهوا فور وصولهم إلى المستشفى الأوروبي لإجراء فحوص طبية. 

وكالة فرانس برس عن أحد المعتقلين المحررين، ربيع الخروبي (40 عامًا)، قوله: "رأيت في عيونهم الصدمة وهم يشاهدون رفح وخان يونس مدمرتين بالكامل".

فتح معبر رفح

بالتزامن مع عملية التبادل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 50 مريضًا، معظمهم أطفال مصابون بالسرطان، غادروا القطاع عبر معبر رفح لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية، في أول عملية إجلاء طبي منذ مايو الماضي.

وضمت القافلة 30 طفلًا مصابًا بالسرطان و19 رجلًا وامرأة أصيبوا جراء الحرب، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها غزة في ظل استمرار الحصار.

حصيلة الحرب وتداعياتها

وفقًا للأرقام الإسرائيلية الرسمية، أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1,210 أشخاص، معظمهم مدنيون. 

وفي المقابل، أدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد 47,487 فلسطينيًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، بحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

ورغم الهدنة السارية منذ 19 يناير الماضي، ما زالت عمليات البحث مستمرة عن جثث تحت الأنقاض، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية مع استمرار الحصار وانعدام الخدمات الأساسية.

اتفاق الهدنة واستمرار التفاوض

ينص اتفاق وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل رئيسية، تشمل المرحلة الأولى، وقف العمليات القتالية لمدة ستة أسابيع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة، وإطلاق سراح 33 رهينة مقابل نحو 1,900 معتقل فلسطيني.

وتستمر المحادثات لتحديد موعد عملية التبادل المقبلة، المقررة السبت 8 فبراير، وفقًا لمصادر في حماس.

ومع استمرار المفاوضات في واشنطن، تظل تحديات كثيرة أمام إنجاز اتفاق شامل، وسط ضغوط متزايدة على إسرائيل وحماس من المجتمع الدولي لإنهاء القتال وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.