طالبان توقف بث إذاعة نسائية في أفغانستان وسط تنديد حقوقي
طالبان توقف بث إذاعة نسائية في أفغانستان وسط تنديد حقوقي
أعلنت وزارة الإعلام والثقافة التابعة لحركة طالبان، الثلاثاء، عن إيقاف عمل محطة "راديو بيجوم"، التي تديرها نساء أفغانيات، بسبب ما وصفته بـ "تقديم غير مصرح به لمحتوى وبرامج لقناة تلفزيونية أجنبية".
وأشارت الوزارة الأفغانية في بيان رسمي، إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد عدة انتهاكات لسياسة البث، مؤكدة أن المحطة استخدمت ترخيصها بشكل غير ملائم.
وقالت: "هذا القرار تم اتخاذه بعد العديد من المخالفات، بما في ذلك بث محتوى غير مصرح به مرتبط بوسيلة إعلامية أجنبية".
ثاني إغلاق من نوعه
وتعد هذه المرة الثانية التي تغلق فيها السلطات وسيلة إعلامية في أفغانستان بسبب مزاعم التعاون مع وسائل إعلام أجنبية، وهو ما يثير مخاوف متزايدة بشأن حرية الصحافة في ظل حكم طالبان.
وأكدت الوزارة أنها ستقوم بمراجعة كل الوثائق والتراخيص الخاصة بالمحطة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبلها، مما يزيد من الشكوك حول إمكانية استئناف عملها قريبًا.
تنديد حقوقي واسع
أثار إغلاق المحطة إدانة واسعة من قبل منظمات حقوقية، حيث أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها إزاء "التضييق المتزايد على الإعلام المستقل في أفغانستان"، وطالبت السلطات بالتراجع عن قرارها.
وأكدت المنظمة أن "راديو بيجوم كانت واحدة من المنصات القليلة المتبقية التي تتيح للنساء الأفغانيات التعبير عن أنفسهن في بيئة يزداد فيها القمع الإعلامي".
تراجع الحريات الإعلامية
منذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021، تقلصت مساحة حرية التعبير بشكل كبير، حيث أغلقت العديد من وسائل الإعلام المستقلة، وفرّ عشرات الصحفيين إلى الخارج، فيما يواجه الصحفيون المتبقون قيودًا صارمة وتهديدات مستمرة.
ويرى مراقبون أن إغلاق "راديو بيجوم" يمثل ضربة جديدة لحرية الصحافة، خاصة أنه كان يُدار بالكامل من قبل نساء، ما يضيف بعدًا آخر للقمع الذي تواجهه النساء في البلاد.
ويخشى صحفيون ونشطاء من أن تكون هذه الحادثة جزءًا من حملة أوسع تستهدف الإعلام المستقل، في وقت تسعى فيه طالبان إلى إحكام قبضتها على المعلومات المتداولة في البلاد.