«صندوق أممي»: تعليق التمويل الأمريكي سيؤدي لآثار كارثية على الصحة الإنجابية

علق صندوق الأمم المتحدة للسكان عددًا من الخدمات الأساسية التي تعتمد على تمويل المنح الأمريكية، مما أدى إلى انقطاع الدعم الحيوي للنساء والفتيات في المناطق المتأثرة بالأزمات.

ووفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة، جاء هذا الإجراء بعد قرار الإدارة الأمريكية إيقاف معظم برامج المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا بهدف مراجعتها.

أكد المدير الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في الصندوق، بيو سميث، خلال مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أن تعليق التمويل سيؤدي إلى آثار كارثية على الصحة الإنجابية.

وقال: "عندما لا نحصل على التمويل، تلد النساء وحدهن في ظروف غير صحية، ويرتفع خطر الإصابة بناسور الولادة، ويموت الأطفال حديثو الولادة لأسباب يمكن الوقاية منها، كما لا تجد الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي أي مكان للحصول على الدعم الطبي أو النفسي.".

وأوضح سميث أن الرسائل الواردة من الإدارة الأمريكية كانت مشابهة لما تلقته وكالات الأمم المتحدة الأخرى، مشيرًا إلى أن الصندوق يسعى للحصول على توضيحات حول سبب تأثر برامجه تحديدًا، لا سيما تلك التي يُفترض أن تكون معفاة بموجب المبادئ الإنسانية.

تداعيات خطيرة في مناطق الأزمات 

حذر سميث من التداعيات المحتملة لهذا القرار، مشيرًا إلى أن تعليق التمويل الأمريكي في أفغانستان وحدها، خلال الفترة بين 2025 و2028، قد يؤدي إلى 1200 حالة وفاة إضافية بين الأمهات و109 آلاف حالة حمل غير مقصود.

وأعرب عن أمله في أن تظل الولايات المتحدة رائدة في مجال التنمية الدولية، وأن تعمل مع الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة عن النساء وأسرهن المتأثرين بالكوارث والنزاعات.

ارتباك أممي

واصلت وكالات الأمم المتحدة التنسيق مع الحكومة الأمريكية لفهم تداعيات القرار، وأكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، أن المكتب يتواصل مع جميع فروعه حول العالم، والتي بدورها تنسق مع السفارات الأمريكية في الدول التي تعمل بها.

كشف لاركيه أن الولايات المتحدة موّلت 47% من النداء الإنساني العالمي في العام الماضي، مما يعني أن أي تراجع في هذا التمويل قد يترك فجوة هائلة في الاستجابة الإنسانية.

وشدد قائلاً: "الشتائم العلنية لن تنقذ الأرواح، بل يجب العمل على حلول عملية لضمان استمرار الدعم الإنساني".

الأمم المتحدة تدعو لاستمرار التعاون 

أعربت مديرة دائرة الإعلام التابعة للأمم المتحدة في جنيف، أليساندرا فيلوتشي، عن أملها في استمرار التعاون البناء بين المنظمة الدولية والحكومة الأمريكية.

وأكدت أن الأمين العام للأمم المتحدة شدد على ضرورة مواصلة العمل مع واشنطن، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الطرفين تستند إلى الثقة المتبادلة، وأن أي انتقادات بناءة يمكن أن تساعد في تحسين فاعلية برامج المساعدات الإنسانية.

تواصل الأمم المتحدة الضغط لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة، لضمان عدم تأثير تعليق التمويل على حياة الملايين ممن يعتمدون على الدعم الإنساني الدولي في ظل الحروب والكوارث.