السفير الفلسطيني يدعو لاحترام رغبة الفلسطينيين البقاء في غزة
السفير الفلسطيني يدعو لاحترام رغبة الفلسطينيين البقاء في غزة
دعا السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، قادة العالم إلى احترام رغبة الفلسطينيين في البقاء داخل قطاع غزة، وذلك ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اقترح إعادة توطين سكان القطاع في أماكن أخرى بشكل دائم.
وأكد منصور، خلال تصريحات أدلى بها في مقر الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن الفلسطينيين يعتبرون غزة جزءًا لا يتجزأ من وطنهم، وأنهم اختاروا العودة إليها رغم الدمار، وفق وكالة "فرانس برس".
وقال: "وطننا هو وطننا، وإذا دمر جزء منه، فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه.. أعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني".
ترامب: الفلسطينيون "سيودون المغادرة"
جاءت تصريحات السفير الفلسطيني بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، قبل لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن، أن الفلسطينيين سيودون بشدة مغادرة غزة إذا أتيحت لهم الفرصة، معتبرًا أن القطاع أصبح بمثابة "موقع هدم".
ورغم أن منصور لم يذكر ترامب بالاسم، فإن حديثه حمل رفضًا واضحًا لهذا الطرح، مشددًا على أن غزة ستظل جزءًا من فلسطين.
وأضاف: "بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين إلى مكان سعيد وجميل، دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إليها".
نزوح واسع ودمار شامل
تسبّب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بمقتل 1210 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقًا لإحصائيات رسمية إسرائيلية.
وفي المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على قطاع غزة إلى استشهاد 47,518 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي تعتبر الأمم المتحدة بياناتها موثوقة.
وقف إطلاق النار
أدى التصعيد العسكري الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، أي نحو 90% من سكان القطاع، حيث دمرت الغارات البنية التحتية المدنية الأساسية.
لكن مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير كانون الثاني، والذي شمل تبادل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس وسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل، عاد الكثير من الفلسطينيين إلى مناطقهم رغم الدمار الهائل.
وأوضح منصور أن الفلسطينيين عادوا إلى شمال القطاع فور الإعلان عن التهدئة، وقال: "في غضون ساعات قليلة، عاد 400 ألف فلسطيني مشيًا على الأقدام".
وأكد أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره، وليس أي طرف آخر، مضيفًا: "أعتقد أنه يجب علينا احترام اختيارات ورغبات الفلسطينيين، فهم وحدهم من سيحددون مستقبلهم".