رياض منصور.. الدبلوماسي اللاجئ الذي واجه إسرائيل في قاعات الأمم المتحدة على مدى 20 عاما
رياض منصور.. الدبلوماسي اللاجئ الذي واجه إسرائيل في قاعات الأمم المتحدة على مدى 20 عاما
على مدى ما يزيد على عام كامل، ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني، التي خلّفت معها آلاف الشهداء والجرحى، وتدميراً شبه كامل لغزة، حمل السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة على عاتقه في المحافل الدولية كافة نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم، كاشفًا له مدى الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحقه.
وقاد رياض منصور حركة دبلوماسية واسعة في مختلف هيئات الأمم المتحدة منذ بدء الحرب، اتسمت بقدرتها على التعامل مع الدعاية الإسرائيلية، التي حاولت نقل الصورة للعالم بشكل ينافي الحقيقة، وساهم إلى حد بعيد في إيصال معاناة الشعب الفلسطيني للعالم، وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية التي قدمتها وروجت لها، وساندها فيها عدد من الدول.
وبالقطع كان منصور الدبلوماسي العربي الأكثر نشاطًا منذ بداية الحرب، فمن جلسات مجلس الأمن إلى المؤتمرات الأخرى في باقي هيئات الأمم المتحدة، كان الرجل يخاطب الضمير الحي في العالم الحر، من أجل وقف الإبادة التي ترتكب ضد شعبه في غزة، والانتهاكات التي تمارس ضده في الضفة.
استحق الرجل أن يحصل على لقب دبلوماسي العام من منظمة PassBlue غير الحكومية في الولايات المتحدة وبشكل استثنائي، فمن المعتاد أن يتم اختيار الدبلوماسي من بين الدول الأعضاء فقط في الأمم المتحدة.
المؤسسة وصفت منصور بصوت فلسطين الذي يواجه سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستخدامها القوة المفرطة، والمستوطنات غير القانونية، والقيود المفروضة على حركة الفلسطينيين، وتصرفات إسرائيل في غزة، وأشد المطالبين بقيام الدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
ولد رياض منصور لعائلة لاجئة عاشت في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة التي سبقه والده إليها، وهناك التحق بالجامعة وانخرط في النشاط السياسي وليس الفلسطيني فقط.
وجاء انتقال الأسرة إلى هناك بعد أن اضطر والد منصور إلى أن يصبح لاجئاً في الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن العشرين، وعمل في صناعة الصلب في ولاية أوهايو، ولحقته أسرة منصور و6 من أطفال العائلة من رام الله في الضفة الغربية إلى الولايات المتحدة.
والتحق منصور بالجامعة في أوهايو، وانغمس في النشاط الطلابي، ولم يشارك في المظاهرات للاحتجاج على احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغيرها من الأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967 فحسب، بل شارك أيضاً في المظاهرات من أجل الحقوق المدنية وإخراج الولايات المتحدة من فيتنام.
في يونيو 1973، حصل على درجة الماجستير في العلوم في الإرشاد التربوي من جامعة يونغستاون الحكومية، وفي عام 1977 حصل على الدكتوراه.
بدأ منصور، الذي انخرط لفترة طويلة في السياسة الفلسطينية، مسيرته المهنية كمساعد باحث في الجامعة، ثم انتقل إلى الدبلوماسية في عام 1983 كنائب في بعثة المراقبة الدائمة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الأمم المتحدة.
وابتعد منصور عن الحياة الدبلوماسية بدءاً من عام 1994، حيث انضم إلى إدارة إحدى شركات الاستثمار في أورلاندو والتدريس في جامعة سنترال فلوريدا، من بين أنشطة أخرى. وعاد إلى الأمم المتحدة في عام 2005 بصفته سفيراً لبعثة المراقبة الفلسطينية، التي لم تكن تعتبر في ذلك الوقت من قِبَل الهيئة العالمية ممثلة لدولة.
وبعد عودته حقق رياض منصور الإنجازات الكبرى للدبلوماسية الفلسطينية، عندما اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو، الأمر الذي منح فلسطين الحق في الانضمام إلى المعاهدات والمجموعات العالمية بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية.
وواجه قرار إدارة دونالد ترامب في الولاية الأولى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وصوتت الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا بأغلبية ساحقة لإدانة القرار.
ومع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، مثّل هو الصوت الفلسطيني القوي الذي يواجه إسرائيل في قاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مطالبًا بوقف نزيف دماء شعبه، الذي واجه آلة حرب إسرائيلية قضت على كل مظاهر الحياة في غزة.