تحديد أكتوبر المقبل موعداً لمحاكمة الاستئناف في قضية «اغتصابات مازان» بفرنسا

تحديد أكتوبر المقبل موعداً لمحاكمة الاستئناف في قضية «اغتصابات مازان» بفرنسا
الضحية الفرنسية جيزيل بيليكو

حدّدت المحاكم الفرنسية، اليوم الأربعاء، موعد محاكمة الاستئناف في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "اغتصابات مازان"، التي أصبحت ضحيتها جيزيل بيليكو رمزًا للنضال ضد العنف الجنسي، حيث ستُعقد الجلسات بين 6 أكتوبر و21 نوفمبر، بمثول 13 متهمًا أمام هيئة المحلفين، وفق وكالة "فرانس برس".

وأثارت المحاكمة الابتدائية للقضية، التي جرت في ديسمبر الماضي في أفينيون جنوب فرنسا، صدمة قوية في البلاد وخارجها، مما جعلها قضية رمزية تتجاوز حدود العنف الجنسي، لتعكس قضايا التمييز بين الجنسين والعلاقات بين الرجال والنساء في المجتمع الفرنسي.

وأثنى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو على نضال جيزيل بيليكو، معتبرًا أن "قضيتها تُلزم الجميع بمواصلة الكفاح ضد العنف الجنسي". 

وعبّر كل من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والمستشار الألماني أولاف شولتس عن تضامنهما معها عبر منصة إكس قائلَين: "شكرًا جيزيل".

تفاصيل المحاكمة والاستئناف

في المحاكمة الأولى، صدر حكم بالإدانة على 51 رجلاً، ولكن 13 متهمًا فقط سيمثلون أمام هيئة المحلفين في محكمة الجنايات بمنطقة غار لمحاولة تخفيف أحكامهم.

ومع ذلك، لن يكون ضمن هؤلاء دومينيك بيليكو، الزوج السابق للضحية، الذي اعتبر "العقل المدبر" للجريمة، إذ حكم عليه بالسجن 20 عامًا، مع إلزامه بقضاء 14 عامًا على الأقل قبل أي تخفيف للعقوبة.

وُجّهت إليه تهمة تخدير زوجته وجلب رجال عبر الإنترنت لاغتصابها في منزلهما بمدينة مازان (إقليم فوكلوز) بين عامي 2011 و2020. 

وعلى الرغم من أنه لن يُحاكم مجددًا، فمن المتوقع أن يُدعى للشهادة كشاهد رئيسي أمام محكمة جنايات نيم خلال مرحلة الاستئناف.

وأكدت محاميته بياتريس زافارو، أن موكلها مستعد للإدلاء بشهادته، مشددة على أنه "أوضح دائمًا أن جميع المتهمين كانوا على علم بأنهم يعتدون على السيدة بيليكو وهي مخدّرة".

وأضافت أن دومينيك بيليكو لم يستأنف الحكم الصادر بحقه، احترامًا لزوجته السابقة، حتى لا تتعرض لمحاكمة جديدة أو لمواجهات صعبة، مؤكدة أن موكلها يعتبر أن "جيزيل ليست خصمه ولم تكن كذلك أبدًا".

المتهمون وأحكامهم الأولية

في المحاكمة السابقة، أدين معظم المتهمين بتهم الاغتصاب، وتراوحت الأحكام الصادرة ضدهم بين السجن 3 سنوات (مع وقف التنفيذ في بعضها) والسجن 15 عامًا لأحد المتهمين الذي أدين باغتصاب الضحية ست مرات.

ورفضت جيزيل بيليكو أن تُجرى محاكمتها الأولى خلف أبواب مغلقة، مؤكدة أنها تريد نقل العار من الضحية إلى الجناة حتى لا يتم وصم الناجيات من الاغتصاب.

ووفقًا لمحاميها أنطوان كامو، فإن بيليكو البالغة 72 عامًا ليست خائفة من جلسات الاستئناف، مشيرًا إلى أنها تستعد لهذه المحاكمة الجديدة بنفس العزيمة والشجاعة.

تداعيات القضية

تُعد هذه المحاكمة إحدى أكبر القضايا الجنائية المتعلقة بالعنف الجنسي في فرنسا، حيث سلطت الضوء على إشكالية استغلال النساء، وإفلات مرتكبي الاعتداءات الجنسية من العقاب، وأهمية دعم الناجيات في مسيرتهن القانونية والاجتماعية.

ويترقب الرأي العام الفرنسي والدولي مجريات الاستئناف، في انتظار أن تُصدر المحكمة أحكامها النهائية في شهر نوفمبر المقبل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية