عاملون بالمجال الإنساني يطالبون بإلغاء القيود على وصول المساعدات في غزة
عاملون بالمجال الإنساني يطالبون بإلغاء القيود على وصول المساعدات في غزة
وجه عاملون في المجال الإنساني تابعون للأمم المتحدة نداءً جديدًا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تنشط فيه العواصف الشتوية القاسية، وما تسببت فيه من تفاقم الظروف الإنسانية.
ووفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، جاء هذا النداء بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر أمني رئيسي في نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تقسيم القطاع إلى قسمين، رغم ذلك، لا تزال القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية تمنع وصول الإغاثة اللازمة إلى المتضررين من جراء الهجمات المستمرة.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، إن النظام الصحي في غزة قد دُمّر بشكل شبه كامل، مشيرة إلى أن سوء التغذية في تزايد مستمر، مما يهدد بمجاعة شاملة.
وأكدت أنه على الرغم من استعداد المنظمات الإنسانية لتوسيع استجابتها، فإن الأمر يتطلب الوصول المستدام والمفتوح إلى جميع المناطق في غزة، فضلاً عن إنهاء القيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية.
دور الأمم المتحدة في تقديم الدعم
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرًا جديدًا بشأن الظروف المعيشية القاسية التي يواجهها سكان غزة، والتي لا تزال تهدد حياة العديد منهم.
وحذرت المنظمة من أن حوالي 60% من المباني في القطاع أصبحت دمارًا جراء القصف المستمر لأكثر من 15 شهرًا.
وقالت أخصائية الاتصالات في اليونيسف، روزاليا بولين، إن العاصفة الشتوية القاسية تجعل الوضع أكثر صعوبة، وأشارت إلى أن كثيرًا من السكان عادوا إلى منازلهم فقط ليجدوا أن أنقاضها أصبحت المأوى الوحيد لهم.
زيادة المساعدات رغم التحديات
على الرغم من الظروف الصعبة، تمكنت فرق الإغاثة الإنسانية من إدخال شحنات ضخمة من المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أرسل برنامج الغذاء العالمي أكثر من 15 ألف طن من المواد الغذائية، وصل منها إلى نحو 525 ألف شخص، إلا أن الحاجة تظل هائلة والاحتياجات الإنسانية في ازدياد مستمر، مما يجعل العمل الإنساني في غزة أكثر صعوبة.
وأكدت بولين أن جهود اليونيسف وبقية المنظمات الإنسانية تتسارع لتلبية احتياجات السكان، ولكن الظروف القاسية لا تزال تحول دون تحقيق الاستجابة المطلوبة.
ووفقًا لتقرير مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، يعيش نحو مليون نازح فلسطيني في ظروف مأساوية، حيث ينام العديد منهم في خيام غير آمنة أو حتى في ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة.
وأشارت التقارير إلى أن بعض الأسر تلجأ إلى استخدام أكياس الأرز القديمة كغطاء مؤقت للتدفئة، في حين تواجه غالبيتها نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة.
دمار واسع النطاق
أظهرت أحدث التقييمات من خدمة الأقمار الصناعية التابعة للأمم المتحدة (UNOSAT) أن حوالي 69% من المباني في غزة قد تأثرت بشكل كبير بسبب القصف، حيث دُمرت أكثر من 245 ألف وحدة سكنية.
وكشفت البيانات الجديدة تضرر مناطق جديدة، لا سيما في شمال غزة ورفح، حيث شهدت الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المباني المتضررة، وفي بلدية جباليا في شمال غزة، تضرر أكثر من 1300 مبنى في الأيام الأخيرة.
وتبقى الأوضاع في قطاع غزة مأساوية، حيث تزداد المعاناة الإنسانية بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الأساسية، ويواصل العاملون في المجال الإنساني نداءاتهم لإلغاء هذه القيود، ويدعون إلى تعزيز الدعم الدولي لتخفيف معاناة السكان في ظل هذه الظروف القاسية.