زيلينسكي يبدي استعداده لمقايضة أراضٍ مع روسيا وسط جهود لإنهاء الحرب
زيلينسكي يبدي استعداده لمقايضة أراضٍ مع روسيا وسط جهود لإنهاء الحرب
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استعداده لمناقشة تبادل أراضٍ مع روسيا في إطار أي مفاوضات مستقبلية، في تحول لافت بموقفه السابق الرافض للتنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية منذ الهجوم الروسي في فبراير 2022.
جاء هذا التصريح في مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان"، نُشرت الثلاثاء، قبل اجتماعه المرتقب يوم الجمعة مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس على هامش "مؤتمر ميونيخ للأمن".
وذكر زيلينسكي في المقابلة أن أوكرانيا مستعدة لـ"مبادلة منطقة بأخرى"، موضحًا أنه منفتح على مقايضة أراضٍ في منطقة كورسك الروسية، التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية خلال هجومها الخاطف العام الماضي.
وأقرّ بعدم إمكانية حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية من الشركاء الأوروبيين فقط، مشددًا على أن "الضمانات الأمنية من دون أمريكا ليست ضمانات حقيقية".
بوادر لإنهاء الحرب
تزامن هذا التطور مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق روسيا لسجين أمريكي، مارك فوغيل، في خطوة وصفها بـ"بادرة حسن نية" يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب.
وأوضح ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، أنه يأمل بأن تكون هذه الخطوة "بداية لعلاقة جديدة" بين واشنطن وموسكو.
وأشار إلى أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وهو رجل أعمال مقرب من ترامب، لعب دورًا رئيسيًا في التفاوض على إطلاق سراح فوغيل، الذي كان مسجونًا في روسيا منذ 2021 بتهم تتعلق بالمخدرات.
وأكد الرئيس الأمريكي أن هناك سجينًا أمريكيًا آخر سيتم الإفراج عنه الأربعاء دون تقديم تفاصيل إضافية.
مواقف متباينة
أثار ترامب جدلًا واسعًا هذا الأسبوع بعد تصريحه بأن أوكرانيا قد تصبح "روسية يومًا ما"، وهو ما رحب به الكرملين، حيث أشار المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، إلى أن "جزءًا كبيرًا من أوكرانيا يريد أن يكون جزءًا من روسيا"، مستشهدًا بضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية في 2022 بعد استفتاءات أثارت انتقادات دولية.
في المقابل، رفض الأوكرانيون هذه التصريحات بغضب، إذ وصفها أحد سكان كييف بـ"الجنون الناجم عن الخرف"، بينما أكد جندي أوكراني يُدعى ميكولا أن "أوكرانيا لن تصبح روسيا أبدًا".
على الأرض، تتواصل المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء السيطرة على قرية ياسينوف الصغيرة في منطقة دونيتسك.
كما أسفرت ضربة صاروخية روسية على كييف عن مقتل شخص على الأقل، وفقًا لرئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وفي منطقة سومي، أدى القصف الروسي إلى مقتل رجل في الأربعين من عمره وامرأة في الثلاثين.
عمليات تبادل الأسرى
رغم تعليق بايدن معظم الاتصالات مع موسكو منذ بدء الحرب، فإن قنوات التفاوض بشأن تبادل الأسرى ظلت مفتوحة عبر لقاءات غير معلنة بين مسؤولي الاستخبارات.
وأسفرت هذه الجهود عن إطلاق سراح شخصيات بارزة مثل لاعبة كرة السلة بريتني غراينر والصحفي إيفان غيرشكوفيتش.
يُذكر أن مارك فوغيل، البالغ من العمر 63 عامًا، كان يعمل مدرسًا في المدرسة الإنجليزية الأمريكية في موسكو قبل اعتقاله في أغسطس 2021 لحيازته 21 غرامًا من القنب وزيت القنب في مطار موسكو.
وبعد إقامته في روسيا منذ 2012، أشارت تقارير إلى أنه قام بتدريس اللغة الإنجليزية للسجناء الروس أثناء احتجازه في مستعمرة جزائية.