خبراء يتوقعون تأثيرات سلبية واسعة للتعريفات الأمريكية على الأسواق العالمية

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، بغض النظر عن بلد المنشأ، معارضة شديدة من قبل العديد من الدول الأوروبية، التي اعتبرت هذه التعريفات تهديدًا للاقتصاد الأوروبي وناقشت تبعاتها السلبية.

ونقلت وكالة "شينخوا"، اليوم الأربعاء، عن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيُنفذ إجراءات مضادة حازمة إذا استمر تطبيق هذه التعريفات على واردات الصلب والألمنيوم، وأكدت أن هذه الإجراءات لن تقتصر على القطاع الصناعي فقط، بل ستمتد لحماية مصالح الاتحاد بشكل عام.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة، ماروش سيفكوفيتش، إن هذه التعريفات الجمركية ستؤدي إلى زيادة الأسعار والتضخم، مما سيضر الاقتصاد العالمي، وأضاف سيفكوفيتش أن الاتحاد الأوروبي سيستجيب بحزم وبطريقة متناسبة مع هذا القرار، محذرًا من تأثيراته الاقتصادية العكسية.

موقف ألمانيا وبولندا

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بالرد بشكل موحد إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض هذه التعريفات.

وفي حديثه أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ)، أشار شولتس إلى أن أي تصعيد في هذه الأزمة قد يؤدي إلى حرب تجارية تضر بكل من أوروبا والولايات المتحدة.

من جانبه، حذر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، من أن التعريفات الجمركية ستضر بالمستهلكين والمنتجين على حد سواء، داعيًا إلى بذل كل جهد ممكن لتجنب الحروب التجارية.

آراء المحللين

أشار وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة، فابريزيو هوكشيلد، إلى أن السياسات الحمائية الأمريكية قد تضر التجارة العالمية وتعرقل سلاسل التوريد، ما يزيد من الأعباء على المستهلكين الأمريكيين.

وتابع أن التاريخ يظهر أن فرض التعريفات الجمركية من جانب واحد يؤدي عادة إلى ردود فعل انتقامية قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات الاقتصادية.

وذكر المحلل السياسي الكرواتي، دراغو باترليج، أن هذه التعريفات ستضر المنتجين والمستهلكين الأمريكيين في نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن الجميع سيخسر في هذا النزاع التجاري، رغم أن السؤال يبقى: من سيخسر أكثر؟

التأثيرات المستقبلية 

تواصل أوروبا الاستعداد للآثار المحتملة لهذه التعريفات الجمركية، مع التأكيد على أهمية التنسيق بين الدول الأوروبية لتجنب حرب تجارية قد يكون لها تأثيرات مدمرة على الاقتصاد العالمي.

وأشار العديد من المحللين إلى ضرورة البحث عن حلول دبلوماسية عبر آليات متعددة الأطراف، مثل منظمة التجارة العالمية، لتفادي تفاقم الأزمات الاقتصادية.