«إيران إنترناشيونال»: احتجاجات متواصلة في إيران بسبب أزمة الكهرباء والغاز

«إيران إنترناشيونال»: احتجاجات متواصلة في إيران بسبب أزمة الكهرباء والغاز
احتجاجات متواصلة في إيران

تفاقمت حالة الغضب والسخط الشعبي في مختلف المدن الإيرانية بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء والغاز، والتي أدت إلى تعطيل المصالح الحكومية والمدارس. 

وأظهرت مقاطع فيديو وتقارير نشرتها قناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الخميس، خروج مظاهرات في عدة مناطق، وسط ترديد شعارات ضد الحكومة.

على مدار ثلاث ليالٍ متتالية، خرج محتجون في مدينة دهدشت إلى الشوارع، رافعين شعارات ضد النظام، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع احتفالات باهتة نظمتها الحكومة بمناسبة ذكرى الثورة، والتي لم تحظَ بتفاعل شعبي واسع.

امتداد الاحتجاجات لمدن أخرى

شهدت مدن مثل شيراز، يزد، طهران، بوكان، هشتغرد وكامياران احتجاجات واسعة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، حيث عبر المواطنون عن استيائهم عبر مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وفي مدينة أراك، تظاهر السكان مجددًا بسبب سوء إدارة أزمة التلوث الهوائي، حيث رفع المحتجون شعارات مثل "أراك في تدهور.. والمجلس لا يهتم".

وتسببت أزمة الكهرباء في تعطيل نظام التدفئة المركزية في المباني، مما أدى إلى معاناة السكان خلال فصل الشتاء، كما تعطلت المصاعد في العديد من البنايات، مما زاد من معاناة المواطنين. 

وأثرت الانقطاعات على الأعمال التجارية، حيث اضطرت العديد من المحلات إلى إغلاق أبوابها بسبب عدم قدرة أصحابها على تشغيل الستائر الكهربائية.

تصريحات غاضبة للمواطنين

تداول ناشطون مقطع فيديو لمواطن إيراني غاضب، أشار فيه إلى انقطاع الكهرباء قائلاً: "هذه هي قمم التقدم التي قال السيد خامنئي بلا شرف إننا وصلنا إليها ولن نتفاوض".

وفي مدينة دهدشت، تواصلت الاحتجاجات لليلة الثالثة على التوالي، ورفع المتظاهرون شعارات مثل: "الموت للديكتاتور"، "هذا العام عام الدم، سيد علي في السقوط"، "الموت للجمهورية الإسلامية".

ووفقًا لتقارير حقوقية، اعتقلت قوات الأمن والشرطة ما لا يقل عن ستة أشخاص، بينهم امرأتان، خلال هذه التظاهرات، بينما بلغ عدد المعتقلين خلال الليالي السابقة أربعة محتجين على الأقل.

إغلاق إداري واسع النطاق

وصباح أمس الأربعاء، أعلنت الحكومة إغلاق المرافق الإدارية والمدارس والبنوك في 24 محافظة إيرانية، مبررة ذلك بخطة "إدارة استهلاك الطاقة".

وشهدت مناطق مثل نارمك، طهران بارس، باسداران، شهرك غرب ووسط طهران انقطاعات كهربائية غير مجدولة، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات وإطلاق شعارات من النوافذ ليلًا.

وبررت شركة "توانير"، المسؤولة عن توزيع الكهرباء، الأزمة بعدم توفر الغاز الكافي لتشغيل محطات توليد الطاقة. 

وقال محمد الله‌ داد، نائب رئيس الشركة، إن "المشكلة لن تُحل فجأة، ولن يتم تجاوز أزمة الكهرباء بالكامل حتى عام 2026".

وعود بالتوسع في الطاقة

في تصريحات رسمية، أكد نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء والغاز بلغت 90 ألف مليار تومان، واصفًا الوضع بأنه "غير مقبول". 

وتعهد المسؤولون بتنفيذ خطة لزيادة قدرة توليد الكهرباء بمقدار 10 آلاف ميغاواط، عبر تحديث المحطات واستخدام الطاقة الشمسية بحلول الصيف القادم.

تصاعد الغضب الاجتماعي

إلى جانب أزمة الكهرباء، تواجه إيران مشكلات هيكلية متفاقمة، أبرزها تقادم البنية التحتية للطاقة، وتأثير العقوبات الدولية التي تعوق توفير البنزين والغاز.

وحذر عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية السابق، من تصاعد الغضب الشعبي، مشيرًا إلى أن "الوضع الحالي أسوأ بكثير من أحداث نوفمبر 2019"، عندما اندلعت احتجاجات واسعة ضد رفع أسعار الوقود، قُمعت بعنف شديد من قبل السلطات.

ومع استمرار الاحتجاجات الشعبية وتفاقم أزمة الطاقة، يبدو أن إيران تتجه نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حيث تؤكد المؤشرات أن الغضب الشعبي في تصاعد، وسط غياب حلول جذرية من قبل الحكومة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية