الأمم المتحدة: نزوح 12 مليون شخص في السودان خلال عامين من الصراع

الأمم المتحدة: نزوح 12 مليون شخص في السودان خلال عامين من الصراع
نازحون سودانيون- صورة أرشيفية

أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها دعوة عاجلة للمجتمع الدولي لمساعدتهم في تقديم الدعم الإنساني للملايين من المدنيين المتضررين من النزاع المستمر في السودان، حيث يواجه هذا البلد أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث نزح أكثر من 12 مليون شخص منذ بداية القتال قبل عامين.

ووفقا لبيان مشترك صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الاثنين، لا تزال الاشتباكات تودي بحياة المدنيين وتدمر البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والأسواق، ويحتاج نحو ثلثي سكان السودان إلى مساعدات إنسانية عاجلة في الوقت الذي تزداد فيه ظروف المجاعة.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها وشركاؤها أطلقوا خطة استجابة إنسانية لعام 2025 تهدف إلى توفير المساعدات لنحو 26 مليون شخص داخل السودان وفي دول الجوار؛ تتطلب الخطة تمويلاً قدره 6 مليارات دولار لدعم المحتاجين في السودان والدول المجاورة.

شح الموارد بالدول المجاورة

وتكمن التحديات الكبرى في شح الموارد في الدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين، حيث يواجه اللاجئون أوضاعًا صعبة للغاية مع نقص في الخدمات الأساسية مثل الماء والمأوى والرعاية الصحية.

وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن النزاع في السودان له تداعيات تتجاوز حدوده، وأشار إلى أن بعض الدول المجاورة قد أظهرت تضامنًا كبيرًا في استقبال اللاجئين، إلا أن الموارد محدودة للغاية.

وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يرفع مستوى استجابته لتوفير المساعدات الأساسية وتقديم الدعم المستدام للبلدان المضيفة، حيث أصبحت الخدمات الصحية والتعليمية في خطر شديد.

الوضع يزداد تدهورًا

تم الإبلاغ عن وجود مجاعة في العديد من المناطق السودانية، لا سيما في دارفور وفي جبال النوبة الغربية، حيث تهدد المجاعة حياة الملايين، ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة في الأشهر المقبلة مع بدء موسم الجفاف في مايو، كما تدهورت الخدمات الأساسية بشكل كبير، مما يسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.

تسعى خطط الاستجابة الإنسانية في السودان إلى توفير مساعدات منقذة للحياة لنحو 21 مليون شخص من الأكثر عرضة للخطر، وتقدر الأمم المتحدة أن هذه الخطة تحتاج إلى 4.2 مليار دولار لتنفيذها.

وتستمر أعداد اللاجئين في الارتفاع، حيث فرّ نحو 3.5 مليون شخص من السودان إلى الدول المجاورة في ظل أوضاع بالغة الصعوبة، ويحتاج هؤلاء اللاجئون إلى مساعدات طارئة تشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وتتطلع الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم لدول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا، حيث من المتوقع أن يتلقى نحو 4.8 مليون شخص المساعدات من خلال خطة الاستجابة الإقليمية التي تقدر تكلفتها بـ1.8 مليار دولار.

الإنجازات الإنسانية لعام 2024

خلال العام الماضي، تمكنت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى أكثر من 15.6 مليون شخص داخل السودان، مع تقديم دعم غذائي لأكثر من 13 مليون شخص. 

وشملت المساعدات أيضًا توفير المياه والصرف الصحي، فضلاً عن الدعم الصحي والتغذوي، بالإضافة إلى المساعدة في تأمين المأوى، أما في الدول المجاورة، فقد تم تقديم مساعدات حيوية تشمل الغذاء لمليون شخص، والدعم الطبي لـ500 ألف شخص، وتوفير الحماية لأكثر من 800 ألف لاجئ.

وتستمر الأمم المتحدة والشركاء في العمل على تلبية احتياجات المتضررين في السودان والدول المجاورة، ولكنهم بحاجة ماسة إلى التمويل اللازم لضمان استمرارية هذه المساعدات الحيوية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية