أسعار الفحم في آسيا تهبط إلى أدنى مستوياتها منذ 2021

هبطت أسعار العقود الآجلة للفحم في التعاملات الآسيوية إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة 4 سنوات، متأثرة بتراجع الطلب في الصين، التي تعد أكبر مستهلك للفحم في العالم، وسجلت العقود الآجلة لفحم نيوكاسل الأسترالي، وهو الخام القياسي للمنطقة، انخفاضًا كبيرًا لتصل إلى 102 دولار للطن لتسليم الشهر الحالي.

سجل سعر الفحم انخفاضًا بنسبة 20% منذ مطلع العام الجاري، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2021، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبرغ نيوز".

وكان سعر الفحم قد بلغ ذروته في سبتمبر 2022 عند 463.75 دولار للطن، في ظل أزمة الطاقة العالمية التي تفاقمت عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022. 

ارتفع إنتاج الفحم

واصلت الصين، التي تمثل نحو نصف إنتاج واستهلاك الفحم في العالم، زيادة إنتاجها خلال السنوات الأخيرة، وحقق الإنتاج ارتفاعًا بنسبة 10% في عام 2022، واستمر في التوسع خلال 2023 و2024 ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 4.8 مليار طن.

وشهدت الهند، ثاني أكبر منتج ومستهلك للفحم عالميًا، نموًا في إنتاجها بنسبة تتجاوز 10% سنويًا خلال السنوات الثلاث الماضية، وارتفع إنتاج إندونيسيا، التي تعد أكبر مصدر للفحم في العالم، بنسبة 18% عن المستهدف، ليصل إلى 836 مليون طن في 2024، وفق بيانات وزارة الطاقة الإندونيسية.

تباطؤ الطلب على الفحم

شهد الطلب على الفحم تباطؤًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى تراجع إنتاج محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في الصين بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، جاء ذلك في ظل التوسع السريع في إنتاج الطاقة المتجددة، الذي أصبح كافيًا لتغطية الاستهلاك الجديد في البلاد.

وبدأت الهند في تقليص وارداتها من الفحم، بينما شهد إنتاج المناجم تراجعًا نتيجة ارتفاع المخزون المحلي، وفي إندونيسيا، تعرضت ربحية قطاع تعدين الفحم لمخاطر متزايدة، خاصة في المناجم عالية التكلفة، مع هبوط سعر الفحم منخفض الجودة إلى أقل من 50 دولارًا للطن للمرة الأولى منذ عام 2021.

وفي ظل هذه التطورات، تواجه أسواق الفحم في آسيا تحديات مستمرة، مع استمرار الضغط على الأسعار نتيجة لتغير أنماط الطلب وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة.