شيرين أبو عاقلة.. «الطريق إلى جنين» محفوف بالرصاص
شيرين أبو عاقلة.. «الطريق إلى جنين» محفوف بالرصاص
- المراسل السابق للتلفزيون المصري بالأراضي الفلسطينية، طارق عبدالجابر لـ«جسور بوست»: مقتل أبوعاقلة جريمة مع سبق الإصرار والترصد
"في الطريق إلى جنين" كان عنوانا لآخر مقطع مصور عبر حسابها على فيسبوك، تبثه الإعلامية شيرين أبوعاقلة، التي قتلت صباح الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وشيرين أبوعاقلة (51 عاما) إعلامية مخضرمة ومراسلة فضائية "الجزيرة" القطرية، قتلت جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وبحسب الصحفيين الفلسطينيين الذين كانوا برفقتها وقت مقتلها، فقد أطلق عليها قناصة إسرائيليون النار وأطلقوا النار على المراسلين دون سابق إنذار.
ومقتل شيرين أبوعاقلة، التي بدأت العمل في فضائية الجزيرة القطرية منذ عام 1997، أثار انتقادات وإدانات عربية ودولية واسعة، ونكأ جراحاً دامية بشأن استهداف الصحفيين في بؤر النزاعات المسلحة.
بدوره، قال المراسل السابق للتلفزيون المصري في فلسطين، طارق عبدالجابر، إن استهداف مراسلة شبكة الجزيرة في فلسطين، شيرين أبوعاقلة، يمثل جريمة اغتيال مع سبق الإصرار والترصد.
وأضاف عبدالجابر لـ"جسور بوست" أن قوات الجيش الإسرائيلي لا تدخر جهدًا في أن تثبت للعالم في جميع الأحداث أنها تنتهك الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية دون اكتراث.
وأوضح عبدالجابر، الذي عمل كموفد للتلفزيون المصري في فلسطين 8 سنوات، أن أي صحفي أو مراسل تلفزيوني ينقل الأوضاع من الأراضي الفلسطينية بموضوعية وشرف هو هدف لإسرائيل وعرضة للاغتيال.
وتابع: "السلطات الإسرائيلية تكره أي صوت حر يكشف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، رغم أن الصحفيين ومراسلي القنوات الأجنبية في فلسطين يبلغون السلطات الإسرائيلية بكل تحركاتهم بشكل مسبق".
وقال عبدالجابر: "السلطات الإسرائيلية قطعا كان لديها علم بتحركات مراسلة الجزيرة شيرين أبوعاقلة، ما يعني أن قرار استهدافها تم اتخاذه من دوائر عليا ولم يقع على سبيل الخطأ، إنما هو جريمة اغتيال متعمدة".
ومضى قائلا: "عندما كنت أعمل موفدًا لقطاع الأخبار المصري تعرضت لمحاولة اغتيال مشابهة لما تعرضت له أبوعاقلة، وذلك أثناء تغطية واقعة حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات".
وأوضح: "كانت بعثة التلفزيون المصري قد أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحركاتها كما هو متعارف عليه في الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وفي أثناء تغطية الحصار تعرضت لاستهداف قناص إسرائيلي ونجوت من الواقعة بأعجوبة".
وفي إبريل الماضي، قالت لجنة دعم الصحفيين (حقوقية مقرها بيروت)، إن إسرائيل اعتقلت 16 صحفيا وإعلاميا فلسطينيا، داخل سجونها، بينهم 8 صدرت بحقهم أحكام فعلية، و4 يخضعون للاعتقال الإداري، و4 آخرين موقوفين.
وأوضحت اللجنة في بيانها آنذاك أن "إسرائيل ارتكبت نحو 174 انتهاكا، بحق الإعلاميين الفلسطينيين، منذ بداية العام الجاري 2022".
وذكرت أن "الانتهاكات توزعت بين الاعتقال والاحتجاز بحق أكثر من 20 صحفيا، واستخدام 6 صحفيين كدروع بشرية خلال تغطيتهم للأحداث".
وقالت إن "عدد حالات منع التغطية التي رصدتها، منذ بداية 2022، وصلت إلى 62 حالة، تخللها تعريض أكثر من 53 صحفيا ومصورا للاستهداف والإصابة بالرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز السامة والاعتداء البدني".
دعت اللجنة الحقوقية العربية، المجتمع الدولي إلى "توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين، وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة وملاحقة مرتكبي الجرائم من قوات الاحتلال".
شيرين نصري أبوعاقلة
شيرين نصري أبوعاقلة (وُلدت في عام 1971 في القدس- قتلت في 11 مايو 2022 في جنين عن عمر يناهز الـ51 عاما) هي صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية.
يعود أصل شيرين أبوعاقلة إلى مدينة بيت لحم ولكنها ولدت وترعرعت في القدس، وتنتمي لعائلة مسيحية.
وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا.
درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية حتى وفاتها.