«ميكي17».. فيلم جديد لمخرج «باراسايت» يستعرض مقاومة العامة للظلم والتسلط
«ميكي17».. فيلم جديد لمخرج «باراسايت» يستعرض مقاومة العامة للظلم والتسلط
أكد المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، الحائز جائزة الأوسكار عن فيلم "باراسايت"، أن فيلمه الجديد يسلط الضوء على صمود الأفراد العاديين في وجه أصحاب النفوذ، وشدد على أن العمل يتناول فكرة مقاومة التسلط، في وقت يتصاعد فيه نفوذ القوى الكبرى في عدة دول حول العالم.
ووفقا لوكالة "فرانس برس"، تناول فيلم "ميكي 17"، الذي يؤدي بطولته الممثل البريطاني روبرت باتينسون، قصة شاب متطوع ينضم إلى برنامج استنساخ مستقبلي.
وخلال أحداث الفيلم، يتعرض البطل لإشعاعات قوية، ويستنشق غازات سامة، كما يخضع لتجارب طبية عبر لقاحات غير مؤكدة الفعالية، ورغم هذه الصعوبات، يعود إلى الحياة مرات عدة بفضل تقنية طباعة بشرية ثلاثية الأبعاد.
أوضح بونغ جون هو خلال مؤتمر صحفي عقد في سيئول، قبل عرض الفيلم في كوريا الجنوبية، أن شخصية "ميكي" تبدو ضعيفة وهشة في البداية، لكنها تتمكن من الصمود في وجه التحديات القاسية التي تواجهها، وصرح قائلاً: "أردت أن أروي قصة شاب ينجو من كل تلك المصاعب من دون أن ينكسر".
شخصية شريرة تعكس نماذج سلطوية
جسد الممثل مارك روفالو، نجم فيلم "أفنجرز"، شخصية ملياردير نرجسي يقود مشروع استعمار كوكب جليدي في الفضاء، ولفت بعض النقاد إلى تشابه هذه الشخصية مع شخصيات سياسية واقتصادية بارزة، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، وفقا لـ"فرانس برس".
خلال رحلة الفضاء، يواجه "ميكي" تحديات جسيمة بعد أن يتم تعيينه لتنفيذ مهام خطيرة بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها البعثة، وقال بونغ جون هو: "على مر التاريخ، امتلك الطغاة جانبًا مرعبًا، لكن في الوقت نفسه، تميزوا بسحر غريب يجذب الناس إليهم".
وصور الفيلم عام 2022، قبل تصاعد الجدل حول عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ما جعله يكتسب أهمية متزايدة في السياق السياسي الراهن.
وأشار مارك روفالو إلى أن الشخصية التي جسدها لم تكن تستهدف شخصًا بعينه، مضيفًا: "رأينا هذا النوع من القادة يتكرر عبر التاريخ، خاصة خلال القرن الماضي".
وأكد روفالو أن الفيلم أصبح أكثر تعبيرًا عن الواقع الحالي مما كان عليه عند تصويره قبل ثلاث سنوات، مما يعزز مكانته كعمل سينمائي يطرح قضايا سياسية واجتماعية عميقة.
التوترات في كوريا الجنوبية
كما تزامن إطلاق "ميكي 17" في كوريا الجنوبية مع اضطرابات سياسية، إذ أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية لفترة وجيزة في ديسمبر الماضي، ما أثار موجة من الجدل.
وأوضح بونغ جون هو أن الفن يبقى وسيلة لمقاومة الظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن "الموسيقى والأفلام والحياة اليومية تستمر رغم الأزمات".
وختم المخرج الكوري حديثه، بالقول: "هذه لحظة فخر لشعبنا، الذي تمكن بالفعل من تجاوز هذه المرحلة الصعبة".