اليوم الدولي للغة الأم 2025.. ربع قرن من الجهود للحفاظ على التنوع اللغوي
يحتفل به 21 فبراير من كل عام
تُعتبر اللغات أدوات حيوية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب، لذلك يُحتفل باليوم الدولي للغة الأم في 21 فبراير من كل عام، وقد أُعلن عنه لأول مرة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في نوفمبر 1999، ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحقًا، بهدف تعزيز الوعي بالتنوع اللغوي والثقافي وأهمية التعليم متعدد اللغات.
في عام 2025، يحتفل العالم بالذكرى الخامسة والعشرين لليوم الدولي للغة الأم، ما يمثل ربع قرن من الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز استخدام اللغات الأم في مختلف مجالات الحياة.
ويُسلط هذا الاحتفال الضوء على التحديات التي تواجهها اللغات، خاصة تلك المهددة بالاندثار، وأهمية التعليم متعدد اللغات في تعزيز الشمولية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
موضوع عام 2025
يركز احتفال عام 2025 على موضوع "التحديات والفرص لاستخدام التكنولوجيا في التعليم متعدد اللغات"، ويهدف هذا الموضوع إلى تسليط الضوء على دور التكنولوجيا في تعزيز التعليم، وتسهيل الوصول إلى الموارد التعليمية بلغات متعددة، ودعم المعلمين في تحسين جودة التدريس، حيث تُعتبر التكنولوجيا وسيلة فعّالة في الحفاظ على اللغات المهددة، من خلال توثيقها ونشرها وتيسير تعلمها.
أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أهمية التعليم باللغة الأم كعامل أساسي للنجاح الأكاديمي، مشيرة إلى أن التعليم باللغة الأم يعزز احترام الذات، ويثير فضول الأطفال، ويسهل تنمية القدرات المعرفية.
كما دعت إلى تعزيز التعددية اللغوية في النظم التعليمية، خاصة للغات الأقليات واللغات الأصلية، للحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي.
الأمين العام
من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة الحفاظ على التنوع اللغوي كجزء من الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات شاملة ومسالمة.
وأشار إلى أن اللغات تشكل جزءًا أساسيًا من هوية الأفراد والشعوب، وأن فقدان أي لغة يعني فقدان جزء من التراث الثقافي والإنساني.
يُظهر البحث أن التعليم باللغة التي يفهمها الطلاب تمامًا يؤدي إلى تحسين مهارات الفهم والمشاركة والتفكير النقدي، ويُعزز التعليم متعدد اللغات، خاصة للغات الأقليات واللغات الأصلية، الارتباط بين التعليم والثقافة، ما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولًا ومساواة، كما أن دعم أنظمة التعليم لضمان حق التعلم باللغة الأم يُعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتحسين نتائج التعليم والحفاظ على التنوع اللغوي.
التحديات والفرص
على الرغم من وجود 8324 لغة حاليًا في العالم، فإن العديد منها معرض لخطر الاختفاء بسبب العولمة والتغيرات المجتمعية، يُعد دعم أنظمة التعليم لضمان حق التعلم باللغة الأم أمرًا بالغ الأهمية لتحسين نتائج التعليم والحفاظ على التنوع الثقافي. تُقدم التكنولوجيا فرصًا جديدة لتوثيق اللغات المهددة، وتطوير موارد تعليمية مبتكرة، وتعزيز التواصل بين المجتمعات اللغوية المختلفة.
وفي الذكرى الخامسة والعشرين لليوم الدولي للغة الأم، تدعو اليونسكو والأمم المتحدة الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمعات المحلية إلى تعزيز السياسات والممارسات التي تدعم التعليم متعدد اللغات، والحفاظ على اللغات المهددة، والاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق هذه الأهداف، حيث يُعتبر الاستثمار في التنوع اللغوي والثقافي خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر شمولًا وتنوعًا.
ويُمثل اليوم الدولي للغة الأم فرصة للتأمل في أهمية اللغات في حياتنا، والعمل معًا للحفاظ على هذا التراث الثري للأجيال القادمة.