"اليونسكو": كل "لغة" تتحدثها البشرية تحمل نظرة فريدة للعالم
في يوم "اللغة الأم"
قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، إن التعليم متعدد اللغات هو مفتاح حاسم للقضاء على التفاوتات وتعزيز حقوق الإنسان للجميع، وإن كل "لغة" تتحدثها البشرية تحمل نظرة فريدة للعالم.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي، قولها: "يتماشى موضوع هذا العام للاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، (التعليم متعدد اللغات- ضرورة لتحويل التعليم)، مع التوصيات التي تم تقديمها خلال قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم في عام 2021، إلى جانب لفت الانتباه إلى تعليم السكان الأصليين ولغاتهم".
وكما يسلط هذا اليوم الضوء على أوجه القصور والتحديات المقبلة، يُظهر تقرير اليونسكو الأخير، "نولد لنتعلم"، أن طفلًا واحدًا من كل 5 أطفال على الأكثر يتم تعليمه بلغته الأم في إفريقيا، القارة التي تتمتع بأعلى تنوع لغوي، في الوقت نفسه، لا يتمتع 40% من طلاب العالم بإمكانية الوصول إلى التعليم باللغة التي يتحدثونها أو يفهمونها بشكل أفضل.
وتعليقا على ذلك قالت "أزولاي": "إن هذا يقوض بشدة التعلم والتعبير الثقافي وبناء العلاقات الاجتماعية، ويضعف بشكل كبير التراث اللغوي للإنسانية".
وقالت: "لذلك من الضروري أن تؤخذ هذه المسألة اللغوية في الاعتبار في الممارسة الضرورية لتحويل التعليم"، وأضافت أنه للمضي قدمًا، يلزم جمع بيانات أفضل لتحسين الإجراءات المصممة حسب الطلب.
وأوضحت المسؤولة الأممية: "قبل كل شيء، يتطلب الأمر وعيًا أكثر عمومية بالقيمة التي لا يمكن تعويضها.. كل لغة من أكثر من 7000 لغة تتحدثها البشرية تحمل في داخلها نظرة فريدة للعالم والأشياء والكائنات وطريقة في التفكير والشعور، لدرجة أن كل اختفاء للغة يشكل خسارة لا يمكن تعويضها".
وتقود اليونسكو العقد الدولي للغات السكان الأصليين (2022- 2032)، وهي فرصة مهمة للعالم للتعبئة من أجل حماية جزء كبير من تنوعه الثقافي، وهناك أيضًا فهم متزايد لأهمية التعليم متعدد اللغات، لا سيما في التعليم المبكر.
ومع ذلك، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات، فيرناند دي فارينيس، إنه يجب على الدول أن تكون أكثر شمولاً في معالجة واستخدام لغات الأقليات والسكان الأصليين.
وقال: "في الاحتفال بثراء وجمال النسيج اللغوي العالمي، من الضروري الابتعاد عن الأشكال الجديدة للأغلبية القومية التي تفترض أن المجتمعات والدول يجب أن يكون لها لغة واحدة فقط مع استبعاد كل اللغات الأخرى"، مضيفا أن هذا يتعارض مع المجتمعات الشاملة التي تحترم حقوق الإنسان للأقليات اللغوية والشعوب الأصلية.
وتابع "دي فارينيس": "اللغات هي أدوات أساسية للتواصل وتبادل المعرفة والذاكرة والتاريخ، وهي أيضًا مفتاح للمشاركة الكاملة والمتساوية، وإحدى أكثر الطرق فاعلية لتمكين الأقليات والشعوب الأصلية هي ضمان استخدام لغتهم في التعليم".
وقال إن اعتماد نهج شامل هو الطريقة الأكثر فاعلية لضمان المساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالقانون الدولي، وسيضمن تزويد أطفال الأقليات والسكان الأصليين بمهارات مفيدة في القراءة والكتابة والحساب لتعلم لغات أخرى.
وبدلاً من الحد من استخدام لغات الأقليات ولغات السكان الأصليين في التعليم أو حتى القضاء عليه، قال إنه ينبغي للدول أن تستثمر في تطوير مواد التدريس والتدريب وتعزيز اللغة الأم كوسيلة للتعليم.
في غضون ذلك، تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم الذي يصادف 21 من فبراير من كل عام بعدة لغات في جميع أنحاء العالم، وستستضيف بنغلاديش وشركاؤها اجتماعًا في مقر الأمم المتحدة، وعقدت اليونسكو حدثًا في فرنسا.