إدانة هادي مطر بمحاولة قتل سلمان رشدي في «هجوم نيويورك»
إدانة هادي مطر بمحاولة قتل سلمان رشدي في «هجوم نيويورك»
أدانت هيئة محلفين، يوم الجمعة، هادي مطر، البالغ من العمر 23 عامًا ويحمل الجنسيتين الأمريكية واللبنانية، بتهمة محاولة القتل من الدرجة الثانية والاعتداء بعد هجومه على الكاتب البريطاني سلمان رشدي، مؤلف رواية "آيات شيطانية".
وأكد المتحدث باسم المحكمة في بيان رسمي، أن الحكم النهائي في القضية سيصدر في 23 أبريل المقبل، وفق وكالة "فرانس برس".
وقع الهجوم في مؤسسة تشوتوكوا الثقافية الواقعة في شمال ولاية نيويورك، حيث أقدم مطر على طعن رشدي باستخدام سكين يبلغ طول نصلها ست بوصات، ووجه له نحو 10 طعنات.
ووصف رشدي أمام هيئة المحلفين تفاصيل الهجوم قائلًا: "لقد طعنني مباشرة في عيني، وكانت طعنة مؤلمة للغاية.. صرخت من شدة الألم قبل أن أغرق في بركة من الدماء".
وأضاف الكاتب البريطاني أن الهجوم كاد أن يودي بحياته قبل نقله إلى مستشفى متخصص بواسطة مروحية.
الفتوى الإيرانية وخلفية الهجوم
سعى الفريق القانوني لمطر أثناء المحاكمة لمنع الشهود من وصف رشدي بأنه ضحية اضطهاد بسبب الفتوى الشهيرة التي أصدرها المرشد الأعلى الإيراني الراحل روح الله الخميني عام 1989، والتي دعت إلى قتله بسبب روايته المثيرة للجدل "آيات شيطانية".
ورغم مرور أكثر من 3 عقود على إصدار الفتوى، فإن تداعياتها ظلت حاضرة، إذ قال مطر في تصريحات سابقة إنه قرأ صفحتين فقط من الرواية لكنه شعر بأن المؤلف "هاجم الإسلام".
وتُظهر هذه التصريحات دافع الهجوم الذي استند إلى مشاعر الغضب الديني أكثر من أي اعتبارات قانونية.
معركة حرية التعبير
عاش رشدي في عزلة مشددة في لندن لمدة عقد كامل بعد الفتوى الإيرانية، وسط مخاوف دائمة على حياته، إلا أنه بدأ يعيش حياة شبه طبيعية في نيويورك خلال العقدين الأخيرين حتى وقوع الهجوم في أغسطس 2022.
وأصبح رشدي رمزًا عالميًا للصراع بين حرية التعبير ورفض إهانة الأديان، إذ يرى أنصاره أن الدفاع عن حرية الإبداع لا بد أن يكون مطلقًا، بينما يعتبر معارضوه أن المساس بالمعتقدات الدينية غير مقبول بأي حال من الأحوال.
واستمعت هيئة المحلفين إلى المرافعات الختامية من ممثلي الادعاء ومحامي الدفاع قبل أن تُدين مطر رسميًا.
وتضمنت الأدلة المعروضة السكين المستخدمة في الاعتداء وشهادات من الحضور الذين كانوا شهودًا على الحادثة المروعة.
تداعيات الحكم
يُنتظر أن يكون الحكم الصادر في أبريل حاسمًا في هذه القضية التي أثارت جدلًا عالميًا حول حرية التعبير، إذ قد تشكل عقوبة مطر رادعًا قانونيًا لأي اعتداء مماثل في المستقبل.
ويبقى الهجوم على رشدي بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر التي يواجهها الكتّاب الذين يتناولون موضوعات مثيرة للجدل، كما يعيد تسليط الضوء على التوترات المستمرة بين القيم الثقافية الغربية والمعتقدات الدينية في أجزاء من العالم الإسلامي.