بدء محاكمة المتهم بالهجوم على سلمان رشدي في نيويورك

بدء محاكمة المتهم بالهجوم على سلمان رشدي في نيويورك
الكاتب سلمان رشدي

انطلقت محاكمة هادي مطر، الشاب الأمريكي من أصول لبنانية، المتهم بمحاولة قتل الكاتب سلمان رشدي في عام 2022، وبدأت الجلسات في محكمة مقاطعة تشوتاوكوا، في ولاية نيويورك، اليوم الثلاثاء، حيث يجري اختيار هيئة المحلفين التي ستنظر في القضية.

ووفقا لوكالة "فرانس برس"، شهدت هذه البلدة الريفية الواقعة قرب البحيرات العظمى على الحدود مع كندا حادثة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الثقافية والإعلامية، حيث أسفر الهجوم عن فقدان رشدي، المولود في الهند، النظر في إحدى عينيه، إضافة إلى إصابات جسيمة.

تفاصيل الهجوم

وقع الاعتداء في 12 أغسطس 2022، خلال ندوة أدبية على ضفاف البحيرات العظمى في غرب نيويورك، تعرض رشدي للطعن قرابة عشر مرات في العنق والوجه والبطن قبل أن يتمكن الحاضرون من السيطرة على المهاجم.

يواجه مطر، البالغ من العمر 26 عامًا والموقوف منذ ما يقارب العامين، تهمًا على المستوى الفيدرالي، من بينها "دعم منظمة إرهابية أجنبية".

وأشارت وثيقة قضائية صادرة بتاريخ 17 يوليو إلى أن وزارة العدل الأمريكية وجهت إليه تهمة "الإرهاب باسم حزب الله اللبناني".

ورغم هذه الاتهامات، أنكر مطر أمام المحاكم المحلية ارتكابه جريمة "محاولة القتل" و"الاعتداء"، فيما يواجه احتمال السجن لمدة تصل إلى 25 عامًا في حال إدانته، ونفت الحكومة الإيرانية أي صلة لها بالحادث.

هجوم بسكين

وثّق سلمان رشدي تفاصيل الهجوم الذي تعرض له في كتاب مذكراته الصادر في أبريل تحت عنوان "السكين"، حيث استعرض لحظات الاعتداء وآثاره.

واشتهر رشدي، المولود في بومباي في يونيو 1947، برواياته الأدبية التي تناولت قضايا سياسية وثقافية، وحصل على جائزة بوكر عام 1981 عن روايته "أطفال منتصف الليل"، التي عالجت فيها التحولات التاريخية للهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال.

لكن روايته "آيات شيطانية"، الصادرة عام 1988، أثارت موجة غضب واسعة في العالم الإسلامي، ما دفع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، إلى إصدار فتوى بهدر دمه في 14 فبراير 1989، ومنذ ذلك الحين، عاش رشدي تحت حراسة أمنية مشددة، متنقلًا بين أماكن سرية حفاظًا على حياته.

موقف مطر وعلاقته السابقة بلبنان

أجرت صحيفة نيويورك بوست مقابلة مع هادي مطر من داخل السجن بعد أيام من الهجوم، حيث أعرب عن "دهشته" لنجاة رشدي من الاعتداء، ولم يوضح دوافعه بشكل مباشر، لكنه أشار إلى أنه "لم يكن يحبه"، منتقدًا مواقفه تجاه الإسلام.

وكشفت والدته، في تصريح لموقع "ديلي ميل"، أنه تغير بشكل ملحوظ بعد زيارة قام بها إلى لبنان عام 2018، حيث أصبح أكثر تدينًا وانعزل عن محيطه السابق.

وتأجلت المحاكمة عدة مرات خلال الفترة الماضية، بينما يُتوقع أن يستغرق اختيار هيئة المحلفين عدة أيام، ومن المحتمل أن يدلي سلمان رشدي بشهادته خلال جلسات المحاكمة، وسط اهتمام واسع من وسائل الإعلام والمجتمع الأدبي حول العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية