"الغارديان": الحكم على الرجل الذي طعن سلمان رشدي بالسجن 25 عاماً

"الغارديان": الحكم على الرجل الذي طعن سلمان رشدي بالسجن 25 عاماً
هادي مطر في المحكمة

أصدرت محكمة في مقاطعة تشوتوكوا بولاية نيويورك، الجمعة، حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا على هادي مطر (27 عامًا) بعد إدانته بمحاولة قتل الكاتب سلمان رشدي خلال فعالية أدبية عام 2022، في حادثة هزت الأوساط الثقافية والإعلامية حول العالم.

كما حُكم على هادي مطر بالسجن سبع سنوات إضافية لإصابة رالف هنري ريس، مدير المحاضرة الذي كان يرافق رشدي على المنصة. وسيُنفذ الحكمان بالتزامن وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

لحظة الطعن.. وصدمة الناجين

خلال المحاكمة، قدّم سلمان رشدي، البالغ من العمر 77 عامًا، شهادة مؤثرة من منصة المحكمة، واصفًا لحظة الهجوم بأنها كانت قريبة من الموت، وقال:"كنت أرقد في بركة من الدم.. شعرت أنني أموت".

وتعرض رشدي خلال الهجوم لطعنات متكررة- بلغ عددها 15 طعنة- في الرأس، والرقبة، والصدر، ويده اليسرى، ما أدى إلى فقدان دائم للبصر في عينه اليمنى، وإصابات خطرة في الكبد والأمعاء.

دوافع مطر ودفاعه

خلال جلسة النطق بالحكم، قال مطر إن رشدي "يسعى لإهانة الآخرين"، وأضاف:"لا أوافق على ذلك.. إنه يريد أن يكون متنمّرًا".

وذكرت لائحة الاتهام أن مطر تأثر بخطاب ألقاه حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، عام 2006، أيّد فيه الفتوى الإيرانية القديمة التي تدعو لقتل سلمان رشدي بسبب روايته المثيرة للجدل "آيات شيطانية".

لكن المفارقة أن مطر اعترف لاحقًا بأنه لم يقرأ سوى "بضع صفحات" فقط من الرواية.

ردود الادعاء والدفاع

قال المدعي العام جيسون شميدت إن مطر تعمد تنفيذ هجوم "مصمم لإحداث أقصى ضرر ممكن"، ليس فقط لرشدي، ولكن أيضًا للحضور والمجتمع، وأكد أن الحكم الصادر هو الأقصى بموجب القانون.

في المقابل، دافع المحامي ناثانيال بارون عن موكله قائلاً إنه لا يملك سجلًا جنائيًا سابقًا، واعتبر أن المحاكمة كانت "مشبعة بالدعاية الدولية"، مضيفًا:"لم يُفترض مطلقًا أن مطر بريء منذ البداية".

الهجوم الوحشي دفع رشدي إلى تأليف مذكراته الأخيرة بعنوان "السكين: تأملات بعد محاولة قتل"، يسرد فيها تفاصيل الهجوم ورحلته الطويلة نحو التعافي.

سلمان رشدي هو كاتب وروائي بريطاني هندي الأصل وحصل لاحقًا على الجنسية الأمريكية، يُعدّ من أبرز الأدباء في العالم المعاصر، عُرف بأسلوبه الساخر وتناوله لقضايا الهوية، والدين، والسياسة، والتاريخ من خلال سرد قصصي غني ومثير للجدل.

 أبرز أعماله: "أطفال منتصف الليل" صدرت عام 1981، وفازت بجائزة بوكر، وتُعد من أهم الروايات الإنجليزية في القرن العشرين، حيث ترصد تاريخ الهند ما بعد الاستقلال، و"آيات شيطانية" صدرت عام 1988، وأثارت جدلًا واسعًا في العالم الإسلامي لما اعتُبر إساءة للنبي محمد والإسلام.

بعد نشر "آيات شيطانية"، أصدر المرشد الإيراني الأعلى آية الله الخميني فتوى في عام 1989 تدعو إلى إهدار دم رشدي، ما أجبره على العيش لسنوات تحت حماية الشرطة البريطانية، وتعرض للعديد من محاولات الاغتيال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية