دراسة: انتشار مرتفع لجرثومة المعدة بين الأطفال في المغرب

دراسة: انتشار مرتفع لجرثومة المعدة بين الأطفال في المغرب
انتشار مرتفع لجرثومة المعدة بين الأطفال

رصدت دراسة علمية حديثة ارتفاعًا مقلقًا في معدل الإصابة بجرثومة المعدة، أو ما يُعرف بالملوية البوابية، بين الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا في جهة الشرق، حيث تصدرت الإناث قائمة المصابين. 

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفئة من الأطفال تنتمي إلى طبقات اجتماعية واقتصادية محرومة، مما يعزز من انتشار العدوى في هذه الأوساط، بحسب ما ذكر موقع "هيسبريس" المغربي، اليوم الاثنين.

وكشفت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان "الملف الوبائي، السريري، والتطوري لعدوى الملوية البوابية لدى الأطفال بالمنطقة الشرقية في المغرب: سلسلة من 118 حالة"، أن 51% من الأطفال الذين خضعوا للفحص في المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة كانوا مصابين بالعدوى، من بين 230 طفلًا، تم تشخيص 118 حالة إصابة مؤكدة.

وأوضحت نتائج البحث أن معدل الإصابة يزداد بتقدم العمر، حيث بلغت النسبة الأعلى 46.61% لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عامًا. 

وشكّلت الإناث النسبة الأكبر من الحالات المصابة بنسبة 59%، في حين أظهرت الدراسة أن 68% من المصابين ينحدرون من أسر منخفضة الدخل.

الأسباب والأعراض

أبرزت الدراسة أن غالبية الحالات كانت تعاني من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أو أمراض مثل السكري من النوع الأول والاضطرابات الهضمية، بنسبة بلغت 38.13% من المرضى.

وفي ما يخص التاريخ العائلي للمرض، لوحظ أن 2.54% من الحالات كانت نتيجة لإصابة الأمهات بالتهاب المعدة المرتبط بالبكتيريا نفسها، بينما ظهرت العدوى في 3.38% من الحالات بين الأشقاء.

أما عن الأعراض، فقد جاء ألم البطن كأكثر الأعراض شيوعًا، حيث عانى منه 60.5% من الأطفال المصابين. 

وظهر هذا الألم بشكل معزول لدى 24% منهم، بينما ارتبط بأعراض أخرى، مثل القيء والحموضة والنزيف الهضمي العلوي، لدى 6.84% من المصابين.

تأخر التشخيص يزيد الخطورة

أشارت الدراسة إلى أن 72.03% من الأطفال لم يلجؤوا للاستشارة الطبية إلا بعد مرور أكثر من ستة أشهر من ظهور الأعراض، ما ساهم في تأخر التشخيص وتفاقم الحالة الصحية.

وعلى الرغم من القيمة العلمية للدراسة، أشار الباحثون إلى بعض القيود، أبرزها أن حجم العينة محدود، كما أن الدراسة ركزت بشكل رئيسي على الأطفال الذين ظهرت عليهم الأعراض، ما قد لا يعكس الصورة الكاملة للعدوى بين الأطفال الذين لا يعانون من أعراض.

وحذر الباحثون من أن جرثومة المعدة تعد من أكثر الأمراض البكتيرية شيوعًا في العالم، إذ قد تؤدي في الحالات المتقدمة إلى قرحات المعدة، وأحيانًا إلى سرطان المعدة في مرحلة البلوغ، رغم أن شدة العدوى تكون أخف لدى الأطفال مقارنة بالبالغين، مع معدل شبه منعدم للإصابة بالأورام الخبيثة في هذه الفئة العمرية.




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية