«فرانس برس»: إسرائيل تطرد 40 ألف فلسطيني من مخيمات بالضفة الغربية
«فرانس برس»: إسرائيل تطرد 40 ألف فلسطيني من مخيمات بالضفة الغربية
طردت إسرائيل، الأحد، عشرات الآلاف من الفلسطينيين من ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة، ومنعت عودتهم إلى ديارهم، في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق بدأت قبل شهر.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن القوات تلقت تعليمات بالاستعداد لـ"إقامة طويلة" داخل المخيمات المفرغة من السكان لمدة قد تصل إلى عام كامل، مع التشديد على منع عودة من وصفهم بـ"الإرهابيين"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأطلقت إسرائيل هذه العملية، التي أطلقت عليها اسم "السور الحديدي"، في 21 يناير الماضي، أي بعد يومين من دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.
وتستهدف العملية العسكرية مخيمات جنين وطوباس وطولكرم، وأسفرت حتى الآن عن تهجير نحو 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بحسب تصريحات كاتس.
انتشار عسكري غير المسبوق
وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، أسفرت العملية عن استشهاد 51 فلسطينيًا، من بينهم سبعة أطفال، إلى جانب مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.
وتشير التقارير إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا نازحين منذ بدء العمليات.
لأول مرة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية (2000-2005)، نشرت إسرائيل دبابات في الضفة الغربية المحتلة، حيث شوهدت قافلة من الدبابات تتقدم داخل مخيم جنين.
وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا الانتشار قائلاً: "سنكافح الإرهاب بكل الوسائل وأينما كان".
تدمير البنى التحتية الفلسطينية
اتهم سكان محليون القوات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات تدمير ممنهج للبنى التحتية داخل المخيمات.
وأكد فايز السيد، أحد سكان جنين النازحين إلى قباطية، أن الجيش "دمر المحلات والبنى التحتية بهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف: "نحن هنا، ولن نرحل عن بلادنا".
وفي زيارة وُصفت بأنها "غير مسبوقة"، تفقد نتنياهو، الجمعة، القوات الإسرائيلية داخل مخيم طولكرم، وأمر بتكثيف العمليات العسكرية.
ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الزيارة ووصفتها بأنها "اقتحام وعدوان على شعبنا".
وخلال العمليات الأخيرة، أعلنت القوات الإسرائيلية اعتقال 26 فلسطينيًا، وضبط ثلاث بنادق وأسلحة أخرى، إلى جانب استجواب عدد من المشتبه بهم.
أهداف سياسية خفية
يعتبر بعض المحللين أن التصعيد العسكري يهدف إلى إرسال رسالة سياسية أكثر من كونه ذا جدوى عسكرية فعلية.
وأشار الخبير الأمني مايكل هوروفيتس إلى أن استخدام الدبابات "يُراد به إيصال رسالة مفادها أن إسرائيل تخطط للبقاء في المناطق المستهدفة لفترة طويلة".
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية المحتلة بشكل حاد.
وتشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد ما لا يقل عن 900 فلسطيني في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين.
وفي المقابل، أفادت البيانات الإسرائيلية الرسمية بمقتل 32 إسرائيليًا، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية.
ضم أجزاء من الضفة الغربية
في ظل التصعيد العسكري الجاري، لا يُخفي وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش نيته ضم أجزاء من الضفة الغربية، مستغلًا ما يبدو أنه دعم أمريكي ضمني من الإدارة الأمريكية الحالية.
ويُخشى أن تؤدي هذه التحركات إلى المزيد من التصعيد في الضفة الغربية وزيادة معاناة الفلسطينيين تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي.