«فرانس برس»: كارثة صحية تلوح في الأفق مع انخفاض معدلات التطعيم بالولايات المتحدة
«فرانس برس»: كارثة صحية تلوح في الأفق مع انخفاض معدلات التطعيم بالولايات المتحدة
يحذّر خبراء الصحة في الولايات المتحدة من كارثة وشيكة مع تصاعد أعداد الإصابات بمرض الحصبة وانخفاض معدلات التطعيم، وسط تعيين روبرت كينيدي جونيور، المعروف بتشككه في اللقاحات، وزيرًا للصحة.
ومنذ بداية عام 2024، سُجلت 90 إصابة بالحصبة في تكساس، إلى جانب عشر حالات في ولاية نيو مكسيكو وبعض الإصابات المتفرقة في أنحاء البلاد، ما أثار القلق من عودة هذا المرض الذي كان قد أُبيد تقريبًا بفضل برامج التطعيم، وفق وكالة "فرانس برس".
كشف الخبير في الأمراض المعدية لدى الأطفال، بول أوفيت، أن "الحصبة نذير لأزمة مقبلة"، مشيرًا إلى انخفاض معدلات التطعيم منذ جائحة كوفيد-19.
وانخفضت نسبة الأطفال في الحضانات الذين تلقوا اللقاح ضد الحصبة على مستوى البلاد من 95% في عام 2019 إلى أقل من 93% عام 2023، بينما شهدت بعض الولايات، مثل أيداهو، انخفاضًا حادًا إلى أقل من 80%.
الإعفاءات وانتشار الأمراض
تسمح القوانين في معظم الولايات الأميركية للوالدين بتقديم إعفاءات من التطعيم لأسباب دينية أو فلسفية، إلى جانب الأسباب الطبية.
وأشار خبراء إلى أن هذه الإعفاءات أسهمت في انتشار أمراض مثل السعال الديكي، الذي أودى بحياة طفلين في لويزيانا.
وفي تكساس، على سبيل المثال، يمكن للأهالي رفض تطعيم أطفالهم من دون تقديم مبرر طبي، وهو ما أدى إلى تفشي الحصبة في مقاطعات تضم مجتمعات دينية محافظة، كطائفة المينونايت، ما يذكّر بحالات مشابهة في المجتمعات اليهودية المتشددة في نيويورك ونيوجيرسي عام 2019.
تأثير المعلومات المضللة
أوضح ريتشارد هيوز، المتخصص في السياسات الصحية بجامعة جورج واشنطن، أن رد الفعل السلبي تجاه الإجراءات الحكومية خلال جائحة كوفيد-19 أسهم في تزايد الامتناع عن التطعيم.
واعتبر أن "الإجبار على تلقي اللقاح كان يمكن استبداله بسياسات تشجيعية أكثر فاعلية".
وساهمت المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي في تآكل ثقة الجمهور في اللقاحات، بينما تلاشى الخوف من الأمراض المعدية بين السكان، بحسب بول أوفيت، الذي حذّر من أن "الناس لم يعودوا يدركون مدى خطورة الحصبة والأرواح التي يمكن أن تحصدها".
سياسات الصحة العامة
شهدت بعض الولايات تغييرات في سياساتها الصحية، مثل إيقاف إحصاءات التطعيم في مونتانا ووقف الحملات الترويجية للقاحات في لويزيانا.
وأكدت جنيفر هيريكس من جمعية "لويزيانا فاميليز فور فاكسين" أن النصوص القانونية المتعلقة باللقاحات تضاعفت منذ الجائحة.
وحذّر ريتشارد هيوز من أن تعيين روبرت كينيدي جونيور قد يؤدي إلى تزايد التسييس في قضايا الصحة العامة، مع احتمال تصاعد السياسات المناهضة للتطعيم على المستوى الفيدرالي.