وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.. إدانات دولية لتعليق إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة

نددت عدة دول ومنظمات دولية بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معدة ذلك انتهاكًا للهدنة وخرقًا للقانون الدولي الإنساني.

وحذرت من تداعيات خطرة على المدنيين، في وقت يواجه فيه سكان القطاع أوضاعًا إنسانية متفاقمة بسبب الحصار المستمر.

وأغلقت إسرائيل، الأحد، المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مانعة دخول المساعدات الإنسانية التي كانت قد استؤنفت خلال فترة الهدنة السابقة، جاء هذا القرار في الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة إلى الاستئناف الفوري لإدخال الإمدادات، محذرة من تداعيات إنسانية كارثية.

وتزامن الإجراء الإسرائيلي مع تعثر المحادثات الرامية إلى تمديد الهدنة، التي استمرت 42 يومًا، إذ انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق دون التوصل إلى تفاهم حول الخطوات المقبلة.

الأمم المتحدة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الاستئناف الفوري لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذرًا من خطورة الوضع الإنساني في القطاع. 

وأكد المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أن القانون الدولي يفرض السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون قيود.

وحذر الاتحاد الأوروبي من التداعيات الإنسانية الخطرة لقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات إلى غزة، وأعربت المفوضية الأوروبية عن قلقها العميق إزاء الوضع، مطالبة بضرورة التراجع عن هذا القرار لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في القطاع المحاصر.

مصر

أدانت مصر قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات إلى غزة، وعدته انتهاكًا صارخًا لاتفاق الهدنة، وأكدت وزارة الخارجية المصرية أنه لا يوجد أي مسوغ قانوني أو أخلاقي يمكن أن يسمح بتجويع المدنيين وفرض الحصار عليهم، مشددة على ضرورة احترام الالتزامات الدولية الإنسانية وعدم استخدام المساعدات وسيلة لضغط سياسي.

السعودية

اتهمت السعودية إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية إلى غزة أداة "ابتزاز وعقاب جماعي"، وأكدت وزارة الخارجية السعودية -في بيان- أن هذا القرار يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى المدنيين في القطاع.

قطر

نددت قطر بقرار إسرائيل تعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معدة ذلك "انتهاكًا صارخًا" لاتفاق الهدنة، وأكدت وزارة الخارجية القطرية -في بيان رسمي- أن هذا القرار يخالف القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة المواثيق الدولية.

وشددت الدوحة على رفضها القاطع لاستخدام الغذاء سلاح حرب وتجويع للمدنيين، داعية المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومستدام ودون عوائق.

الأردن

عدَّ الأردن تعليق إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة "انتهاكًا فاضحًا" لاتفاق وقف إطلاق النار، محذرًا من أن هذا الإجراء يهدد بإعادة تفجير الأوضاع في القطاع.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، أن استخدام التجويع سلاحًا ضد الفلسطينيين يعد مخالفة واضحة للقانون الدولي، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان خلال شهر رمضان المبارك.

ذعر بين سكان غزة

تزايدت مخاوف سكان القطاع من تفاقم الأزمة مع وقف دخول المساعدات، وقال بلال الحلو، وهو أحد سكان غزة، إن "الأسعار ارتفعت بشكل كبير، والناس باتوا يشعرون بالذعر بشأن إمدادات الغذاء".

وأدت الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا إلى تدمير البنية التحتية للقطاع وتشريد مئات الآلاف من السكان، في حين حذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع على نطاق واسع.

إسرائيل تستبعد وقوع مجاعة

رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، التحذيرات من المجاعة في غزة، واصفًا إياها بأنها "مزاعم غير صحيحة"، وقال في مؤتمر صحفي في القدس إن "الحديث عن مجاعة في غزة كان كذبة طول هذه الحرب".

تزامنًا مع تعليق إدخال المساعدات، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن هذا القرار يعرض أكثر من مليونَي فلسطيني لأخطار الجوع ونقص الإمدادات الطبية.

وأوضح أن عمليات القصف المستمرة والحصار الإسرائيلي أدت إلى انخفاض عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميًا بشكل كبير مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الحرب.