ترامب يتعهد بـ«شنّ حرب» على عصابات المخدرات المكسيكية
في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي
تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ "حرب شاملة" ضد عصابات المخدرات المكسيكية، واصفًا إياها بأنها "تهديد خطير للأمن القومي الأمريكي".
وأكد ترامب في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، أن هذه العصابات، التي تتورط في تهريب المخدرات والأسلحة والبشر عبر الحدود، تشنّ حربًا ضد الولايات المتحدة، وأنه قد حان الوقت لردّ أمريكا بقوة، مشيرًا إلى أن حكومته تتخذ إجراءات حازمة للقضاء على هذه الجماعات الإجرامية.
وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، خطابًا تاريخيًا أمام الكونغرس، استمر لمدة ساعة و40 دقيقة، ليصبح بذلك أطول خطاب يلقيه رئيس أمريكي خلال جلسة مشتركة للكونغرس، وتجاوز ترامب بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجّله الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في خطابه عن حالة الاتحاد عام 2000.
أزمة المخدرات بين البلدين
تُعد عصابات المخدرات المكسيكية، أو ما يُعرف بالكارتيلات، أحد أخطر التهديدات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة، إذ تسيطر هذه الجماعات على تجارة المخدرات في أمريكا الشمالية، وتمتلك نفوذًا واسعًا داخل المكسيك وخارجها.
وتشير التقارير إلى أن هذه العصابات مسؤولة عن تهريب كميات هائلة من المواد المخدرة، مثل الفنتانيل والهيروين والكوكايين، إلى الولايات المتحدة، مما أسفر عن ارتفاع حاد في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة.
وتسبّب تفشي المخدرات في أزمة صحية غير مسبوقة داخل الولايات المتحدة، حيث تشير بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن أكثر من 100 ألف أمريكي فقدوا حياتهم بسبب الجرعات الزائدة في عام 2023 وحده، وهو رقم قياسي دفع الإدارة الأمريكية إلى تصعيد حملتها ضد هذه العصابات.
تصنيف “الكارتيلات” منظمات إرهابية
ذكّر ترامب خلال خطابه بأنه سبق أن صنّف العديد من هذه الكارتيلات ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وهو إجراء يمنح السلطات الأمريكية صلاحيات أوسع لملاحقة هذه الجماعات وتفكيك شبكاتها.
ويعني هذا التصنيف إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية أو فرض عقوبات أكثر صرامة على الأفراد والكيانات المرتبطة بهذه العصابات.
أثار هذا التوجه توترًا في العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث رفضت الحكومة المكسيكية مرارًا تصنيف الكارتيلات كمنظمات إرهابية.
وشددت على أن هذه العصابات تمثل مشكلة أمنية داخلية يجب التعامل معها عبر التنسيق بين البلدين، وليس من خلال تدخل أمريكي مباشر.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية الداخلية على إدارته لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تدفق المخدرات عبر الحدود الجنوبية، لا سيما في ظل تصاعد المخاوف الأمنية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.