الولايات المتحدة تكثف محادثاتها مع الكونغو الديمقراطية بشأن المعادن
الولايات المتحدة تكثف محادثاتها مع الكونغو الديمقراطية بشأن المعادن
كثفت الولايات المتحدة محادثاتها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن صفقة تتيح لواشنطن الوصول إلى ثروات البلاد المعدنية، في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات أمنية متزايدة.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مصادر مطلعة، اليوم السبت، أن المفاوضات بين الطرفين باتت أكثر جدية خلال الأيام الأخيرة، رغم استمرار وجود عقبات تعوق التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويأتي ذلك في أعقاب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي، كشف عن عرض قدمه رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، للولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، يتضمن منحها حصصًا في ثروات بلاده المعدنية، مقابل ممارسة ضغوط على رواندا للمساهمة في حل النزاع القائم بين البلدين.
موارد استراتيجية
وتشير التقارير إلى أن المحادثات الجارية تدور حول منح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى معادن أساسية، تشمل النحاس والكوبالت واليورانيوم، وهي مواد ضرورية للصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وتعد الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر المنتجين لهذه المعادن على مستوى العالم، ما يجعلها محورًا استراتيجيًا في المنافسة الدولية على الموارد الطبيعية.
ونقلت "فاينانشال تايمز" عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، لم يُكشف عن اسمه، أن "جمهورية الكونغو الديمقراطية تمتلك حصة كبيرة من المعادن الحيوية اللازمة لتطوير التكنولوجيا المتقدمة".
وأضاف المسؤول أن واشنطن "منفتحة على الشراكات التي تتماشى مع سياسات الإدارة الأمريكية، والتي من شأنها دعم الاقتصادين الأمريكي والكونغولي على حد سواء، مع تعزيز اندماج البلاد في سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية".
تصاعد النزاع شرق الكونغو
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الأعمال القتالية شرقي الكونغو الديمقراطية، حيث استأنفت حركة "23 مارس" (M23) المتمردة هجماتها في الأسابيع الأخيرة، بعد فشل جهود الوساطة التي قادتها أنغولا.
وتتّهم كينشاسا رواندا بدعم المتمردين، مطالبة بانسحاب قواتها من الأراضي الكونغولية، وهي اتهامات تنفيها كيغالي بشكل قاطع.
ويعكس التحرك الأمريكي اهتمامًا متزايدًا بالوضع في الكونغو الديمقراطية، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضًا في سياق التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا.
وتخوض واشنطن صراعًا مفتوحًا مع قوى أخرى، مثل الصين، التي تعد مستثمرًا رئيسيًا في قطاع التعدين الكونغولي.
سيناريوهات محتملة
ومن المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة الضغط باتجاه تعزيز شراكتها مع الكونغو الديمقراطية، سواء عبر الدعم السياسي أو الاستثمارات في قطاع التعدين، في وقت تسعى فيه الحكومة الكونغولية إلى تأمين مكاسب سياسية وعسكرية تساعدها في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية.